صراع على سلّة الدولارات، أو ما يُعرف اليوم بـFresh money، وتلميع صورة بهاء الحريري. هكذا باختصار، يمكن وصف العلاقة بين الثلاثي: رئيس مجلس إدارة mtv ميشال المر، ورئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر من جهة، وبهاء الحريري وخلفه مستشاره جيري ماهر الذي يدير منصة «صوت بيروت انترناشونال» من جهة أخرى. الصراع الشرس بين المرّ والضاهر يتمثّل في فتح استديوهاتهما لتصوير البرامج التي تعرضها المنصة، وأيضاً الترويج للحريري في نشرات أخبار القناتين، إضافة الى مداخلات ماهر الذي بات ضيفاً ثابتاً على هذا الإعلام. في البداية، استطاع الضاهر أن يتعاقد إنتاجياً مع الحريري، بتصوير باقة من برامج منصته في استديوهات lbci في أدما (شمالي بيروت) وبثّها بالتوازي على شاشته، لتعرض حالياً برامج «سؤال محرج» و«طوني خليفة» لطوني خليفة (يُصوّران في استديوهات Vmp في الحدث وينتجهما خليفة ويبيعهما للمنصة)، و«صوت الناس» لماريو عبود، وكذلك برنامج Hishow الذي يتولاه هشام حداد ويُصوّر في أدما ويُبث على المنصة فقط. لكن قبل شهر تقريباً، نجح المرّ في خرق الاتفاق بين الضاهر والحريري، مستحوذاً على تصوير أغلبية برامج منصة «صوت بيروت انترناشونال» (غير تلك التي تُصوّر في lbci) في «استديو فيزيون» (النقاش) التابع لقناته. بهذه الخطوة، سيتم انتقال جميع البرامج التي تُصوَّر في Vmp في منطقة الحدث إلى النقاش، وهي: «المواجهة» لرودولف هلال، وبرنامج «بدنا الحقيقة» لوليد عبود، و«مع السلامة» لكارين سلامة. وتلفت مصادر من mtv لنا إلى أن المرّ عقد اتفاقه مع الحريري لتصوير برامجه التلفزيونية في النقاش، لقاء مبلغ كبير يُدفع بالدولار. ولكن في المقابل، قرّر المر استثمار ذلك المبلغ لحسابه الخاص، ودفع رواتب المقدّمين الذين تم تبادلهم بين mtv و«صوت بيروت» بالليرة اللبنانية. بعد انضمام ديانا فاخوري مذيعة أخبار mtv ووليد عبود مدير الأخبار والبرامج السياسية في قناة المرّ، التحق بالمنصة كلّ من: دينيز فخري ونخلة عضيمي وجيسي طراد قسطون.... ذلك الفريق الذي يعمل في قسم أخبار mtv، يتناوب على تقديم نشرة إخبارية واقتصادية أبصرت النور في 14 شباط (فبراير) الحالي على منصة الحريري. كذلك تمّ تعيين فاخوري مديرة للبرامج في «صوت بيروت انترناشونال». أما وليد عبود، فيرأس تحرير نشرة الأخبار التي تحاول أن تتمايز عن نشرة أخبار mtv لناحية هجومها على المصارف وبعض القيادات السياسية.
على الضفة نفسها، يبدو أن العمل بين الحريري والمرّ لن يقتصر على ذلك، بل سيتوسّع سياسياً أيضاً. إذ يتردّد في الأوساط الإعلامية أن ماهر استطاع إقناع الحريري بعقد اتفاق مع المرّ، انطلاقاً من توافق القوات اللبنانية مع سياسة بهاء الحريري وتلميع صورتهما السياسية، وشنّ الحملات على حزب الله ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. باختصار، تؤكد المصادر أن تقرير لارا الهاشم في نشرة أخبار lbci الذي اتهمت فيه بهاء الحريري وريفي بتظاهرات طرابلس، لم يكن السبب الأساسي لارتماء بهاء في أحضان المرّ. بل إن الثنائي كانا يتفاوضان قبل بثّ التقرير، وانتهيا أخيراً إلى شراكة إعلامية تتخطّى شراكة الضاهر والحريري بأشواط، على مبدأ أن بهاء يشتري خدمات إعلامية ترويجية من mtv مقابل مبالغ مالية كبيرة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا