بعد تفجير المرفأ، وقرار lbci، بمقاطعة نقل تصريحات ودردشات الساسة، في محاولة لركوب الموجة الشعبية، وتراجعها لاحقاً مع استضافة الوجوه السياسية وفتح الهواء لها، كان لافتاً، اهتمام المحطة الزائد بمتابعة الحركة الإماراتية في لبنان، وتخصيص مساحات تغطية إخبارية وحيّة لها، في سبيل إظهار «الوجه الإنساني» للإمارات، والتركيز على المساعدات والمبادرات الآتية منها الى عوائل الشهداء في لبنان. تزامنت هذه الحركة مع إعلان الإمارات التطبيع العلني مع «اسرائيل». إعلان بدا التعاطي معه على شاشة lbci، ملتبساً، فلم نلحظ أي لهجة رافضة للتطبيع، بل جلّ ما قامت به المحطة، تكرار المواقف الإماراتية حيال التطبيع، و«صناعة السلام». التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، يبدو أنه لم يربك المحطة، التي باتت عند نهاية كل نشرة مسائية، تخصص دقائق من وقتها، إما لتظهير المواقف الإماراتية المستجدة حيال التطبيع، أو لتضيء على المبادرة الإماراتية لتكفل عوائل شهداء المرفأ. قبل يومين، عرضت القناة تقريراً تجاوزت مدته الثلاث دقائق، عنوانه: «كفالة الإمارات لعوائل الشهداء على قدم وساق». في هذا التقرير، واكبت القناة الحركة الإماراتية في لبنان، وتكفل «الهلال الأحمر» بعوائل الشهداء. دخلت «صندوق الزكاة» الإماراتي في لبنان، الذي شكل واسطة مع «الهلال الأحمر» لجمع البيانات والتواصل مع العوائل. أمس كذلك، عنونت المحطة تقريرها عن التطبيع بـ «الإمارات والتغيير الفعلي»، لتنقل بعده، مواقف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، عن «مشروعية» بلاده، بشراء مقاتلات أف-35 من الولايات المتحدة بعد عقدها الإتفاق مع «اسرائيل»، وقوله بأن «تطبيع العلاقات سيأتي عاجلاً أم آجلاً». هكذا، يتظهر جلياً حجم تغطية المحطة للحركة الإماراتية في وقت ضيعت فيه المساعدات الإنسانية بوضع يد الإمارات مع العدو وفتح باب التطبيع معه!