لا يمكن تعداد الوسوم التي أطلقت على السوشال ميديا مذ حدوث انفجار المرفأ في بيروت. هاشتاغات بكل لغات العالم، ظهّرت تضامناً غير مسبوق مع اللبنانيين المنكوبين، لكن ظلت قصص الناجين والشهداء والجرحى، والمفقودين العنوان الأبرز على هذه المنصات. هكذا، بدأت سريعاً تنتشر الصور وقصص هؤلاء على السوشال ميديا، ولعلّ أولها القصة المؤثرة والقاسية لرجال الإطفاء الذين هبّوا قبيل وقوع التفجير الضخم الى المرفأ في محاولة لإطفاء الحريق المشتعل، فتحولوا بعد دقائق الى جثث متفحمة. هذه الحادثة توقف عندها كثيرون، وجالت أرجاء مواقع التواصل، كونها كشفت عن تقصير فاضح في إعلام هؤلاء بما هم ذاهبون اليه، وطبيعة المواد المتفجرة. 10 شبان من ضمنهم صبية واحدة ارتقوا في تلك اللحظة شهداء، وسلط الضوء على الصبية في «الدفاع المدني» سحر فارس، التي نعاها خطيبها جيلبير قرعون بحرقة على حسابه، إذ كان الاثنان يتحضران لإقامة عرسهما في العام المقبل. قصة سحر تلتها قصص كثيرة محزنة، خاصة في الساعات الأولى بعيد التفجير وتضرر بعض المستشفيات بشكل بليغ، ومن هناك أيضاً، انتشرت صورة للممرضة بامبلا زينون التي أنقذت 3 أطفال حديثي الولادة (تصوير بلال جاويش)، وصورة اخرى لامرأة وضعت مولودها في ليلة التفجير، وحول غرفتها يبدو الخراب مخيّماً، بعدما أنجبت في ظل انقطاع الكهرباء عن المستشفى. ضحايا انفجار المرفأ تراوح التفاعل معهم بين الفرحة بالنجاة، كإنقاذ طفلة صغيرة في منطقة الأشرفية، أو ايجاد العامل في المرفأ أمين الزاهد حيّاً بعدما انتشل من البحر، وبين صورة قاتمة ومؤلمة، تمثلت في أعداد المفقودين الذين كشف عن مصيرهم أمس، وعلى رأسهم الشاب، جو عقيقي، الذي كانت تبحث عنه والدته، وتظهر بكثرة على الإعلام، وعرف بعدها أنه ارتقى شهيداً، بعدما وجد بين الركام في المرفأ، يمسك صليبه بيده.