وفاة جوسلين خويري تعيد الشاشات الى زمنها الغابر

  • 0
  • ض
  • ض
وفاة جوسلين خويري تعيد الشاشات الى زمنها الغابر
استعيدت فيديوات أرشيفية تعود لحقبة الحرب الأهلية

ليس سهلاً أن تستعاد صور أرشيفية ببضع دقائق هكذا على الشاشات أمس، مع وفاة المقاتلة السابقة في حزب «الكتائب» جوسلين خويري. لبنان الذي لا يملك كتاب تاريخ موّحداً، ولم يجر أي مراجعة لحربه الأهلية وتتضاربت فيه سرديات هذه الحرب، كان أمس، مع مشهد غاب عنا طويلاً مع مصطلحاته، ليرسو على رثاء أشبه بالأسطرة لخويري، إذ أعيد مشهد اعتقد كثيرون أنه بات من الماضي البعيد. خصصت لها كل من otv، mtv، وlbci، مساحات معتبرة في نشراتها الإخبارية (تعدى كل تقرير مدة الثلاث دقائق)، التي وصفتها بـ «الأيقونة المسيحية». سيرة خويري جالت هذه الشاشات، وترافقت مع فيديوات ارشيفية لمعارك حصلت إبان الحرب الأهلية، استعيدت خلالها هذه الحقبة، بكل ما تختزله من معان، واصطفافات، ذهبت تمجيداً صوب المقاتلة السابقة، والخندق الذي انتمت اليه. هكذا، أيقظت هذه السرديات، وأسبغ المقاتل/ة بثوب النضال والتصارع مع من «حاول المساس بالأرض» كما ذكر تقرير otv، وشفع لها بكونها تحولت في ما بعد الى درب «الترهب والتبشير»، و«الصلاة والصوم من أجل يسوع». وكما حصل مع ملف «الحياد» الذي طرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي، أدخلت بعض هذه القنوات نفسها، في سردية مماثلة أعادت حقبة الحرب وفرز الخصوم من الحلفاء، من نظرة «يمينية مسيحية» ضيقة. هكذا، فعلت وفاة جوسلين خويري التي صعّدت أمس، من شعور «الجماعة» الضيق، وأعادت الإعتبار للغة الحرب والتقسيم والتقاتل، والتقوقع داخل الشرنقة. لوهلة تخال نفسك أنك بالفعل، في مرحلة السبعينيات وما بعدها، ولم يمر أكثر من 40 عاماً على انتهائها في حين أنّ الراحلة نفسها كررت في إطلالاتها الأخيرة أنّها أجرت جردة حساب مع الماضي وأسفت على ما حصل في تلك الحرب المشؤومة.

0 تعليق

التعليقات