منذ تفاقم الأزمة الإقتصادية في لبنان، وقناتا «العربية» أو «الحدث» السعوديتين، تقحمان عمداً اسم «حزب الله» وتحميله المسؤولية في انهيار الليرة اللبنانية، واستنزاف خزينة الدولة. سردية باتت تتكرر على المنصات السعودية، التي تسعى الى تكريسها، سيما مع اشتداد الخناق على رقاب اللبنانيين، واصطفافهم في طوابير للاستحصال على لقمة عيشهم. إذ بات هذا المشهد مألوفاً على الساحة اللبنانية، وتؤخذ تأويلاته على المنصات السعودية تبعاً للأجندة السياسية. أمس، أخذتنا قناة «الحدث» في جولة سريعة على أسباب الإنهيار الإقتصادي في لبنان. ضمن دقيقتين ونصف الدقيقة، شرحت القناة على طريقتها ولجمهورها هذه الأسباب التي سُردت بدءاً من تاريخ الحرب الأهلية، مروراً باعادة الإعمار فاغتيال رفيق الحريري (2005) والحرب السورية (2011)، وصولاً الى الأزمة النقدية الأخيرة. ضمن هذه المحطات، يبرز اسم «حزب الله» كمسبب لأزمة الانهيار الإقتصادي في لبنان وتداعي الليرة اللبنانية، جراء ما قالت القناة السعودية بأنه مرتبط بالعقوبات الأميركية التي فرضت على شخصيات وكيانات تخص الحزب، الى جانب سردها الأزمة السورية وتدخل الحزب فيها، وتسبّبه في تفاقم الأزمة الإقتصادية بحسب المحطة. في محصلة هذه السردية التي يقدمها الإعلام السعودي الكثير من تشويه الحقائق واغفال جهات لها اليد الطولى في الأزمة المالية والنقدية الحالية، من ضمنها المنظومة المصرفية والتغطية السياسية التي تحظى بها، فيما يتم التركيز على فصيل لبناني، وتحميله مسؤولية انهيار الليرة والإقتصاد اللبناني. مسار يكّرس اكثر من اي وقت مضى، هذه البروباغندا التي تساق اليوم خليجياً وفي الداخل، للإقتصاص منه تنفيذاً لأجندتها السياسية.