رقابة سياسية على مايكل مور

أزالت شركة يوتيوب فيلم «كوكب الأرض» عن قناة المخرج الأميركي مايكل مور (الصورة). الشريط الذي يحمل توقيع المخرج جيف غيبس (المنتج التنفيذي: مايكل مور)، لا يهادن في انتقاده الشركات الرأسمالية ودورها في التغيّر المناخي، وفي تدجين الجمعيات والحركات البيئيّة. وكان المخرج الأميركي المشاكس قد أطلقه للمشاهدة مجّاناً على صفحته على يوتيوب، بالتزامن مع انتشار وباء كورونا، خصوصاً في ظلّ إلغاء الفعاليات والمهرجانات التي كان يُفترض للفيلم المشاركة فيها.
هكذا لم يعد ممكناً العثور على الشريط، كما تُعلمنا يوتيوب أنه لم يعد متوافراً. لكن الأسباب التي أعلنت عنها الشركة سرعان ما دحضها المخرج جيف غيبس. وكانت يوتيوب قد أرجعت السبب إلى حقوق ملكيّة المصوّر البريطاني توبي سميث. إذ قدّم سميث شكوى إلى الشركة قبل أيام بسبب عدم موافقته على السياق الذي ظهرت فيه مقاطع مصوّرة له في الفيلم التسجيلي. في المقابل، أكّد غيبس ومور أنهما لم ينتهكا شروط الاستخدام العادل لمقاطع سميث، مرجعَين هذه الخطوة إلى نوع من الرقابة السياسية. وقال غيبس في بيان له: «هذا السعي إلى إزالة الشريط ومنع الناس من مشاهدته، هو فعل رقابي نافر من قِبل النقاد السياسيين للفيلم». منذ تحميله على يوتيوب قبل شهر، بلغت مشاهدات «كوكب الأرض» حوالى ثمانية ملايين مشاهدة، لكنه لم ينجُ رغم ذلك من إثارة الجدل. فقد وصفه صنّاعه بشكل مباشر بأنه «هجوم مباشر» على البقرات المقدّسة للحركة البيئيّة. هكذا تهافتت عليه انتقادات حادّة من قِبل العديد من الخبراء البيئيين بسبب عثورهم على عدد من الأخطاء. لكن هذه الانتقادات بلغت نوعاً من الديكتاتورية، خصوصاً أنها انتهت بالمطالبة بإزالة الشريط من خلال التوقيع على بيان اتّهموه فيه بـ«التضليل وتشويه الحقائق».

كلنا واحد» ينطلق غداً على يوتيوب


تبدّلت وتأجّلت مواعيد سينمائيّة كثيرة منذ انتشار فيروس كورونا، فيما ألهم الحجر المنزلي تجارب بديلة أخرى منها مهرجان «كلنا واحد: مهرجان الفيلم العالمي» الذي ينطلق غداً على يوتيوب. الحدث الذي تنظّمه شركتا «ترايبيكا إنتربرايزز» ويوتيوب، يضمّ مشاركة أكثر من عشرين مهرجاناً سينمائياً في العالم، خصوصاً من تلك التي تأجّلت وألغيت مواعيدها، أو من لا تزال تواجه مصيراً مجهولاً، مثل مهرجان «برلين»، «كان»، «البندقية»، «لوكارنو»، «صندانس»، «تورونتو»، «ترايبيكا» وغيرها. هذه المهرجانات ستختار أفلاماً من برمجتها الخاصّة لتبثّ مجّاناً لكلّ المشاهدين حول العالم على أن تبدأ عروضها غداً، وتستمرّ لعشرة أيّام حتى السابع من حزيران (يونيو). وفيما كان قد أعلن عنه الشهر الماضي، كشفت إدارة المهرجان الافتراضي أمس عن تفاصيل البرمجة الواسعة التي ستشهدها هذه الدورة الاستثنائية. إذ تصل حصيلة الأفلام المعروضة إلى 100 فيلم من 35 بلداً حول العالم، وتراوح بين الوثائقي والروائي والأنيميشن والشرائط القصيرة. فضلاً عن برنامج العروض، يقيم «كلنا واحد: مهرجان الفيلم العالمي» حوارات ولقاءات افتراضيّة مع مجموعة من المخرجين العالميين أبرزهم المعلّم الأميركي فرانسيس فورد كوبولا (الصورة)، والكوري الجنوبي بونغ جون هو، وبطل شريطه «طفيلي» سونغ كانغ هو، والمكسيكي غييرمو ديل تورو، والمخرج الأميركي ستيفن سوديربيرغ وآخرين. يركّز المهرجان بشكل أساسي على الأفلام التسجيلية من كلّ العالم، مع مشاركة 33 شريطاً من بينها ما يُعرض عالميّاً للمرّة الأولى. علماً أن موقع المهرجان، يتضمّن كل تفاصيل العروض ومواعيدها، بالإضافة إلى خانة اختيارية لمن يريد التبرّع لصندوق دعم «منظمة الصحة العالمية» في الاستجابة لمرض «كوفيد ــ 19».
للاطلاع على الأفلام المشاركة وتواقيت عرضها: weareoneglobalfestival.com

ألفونسو كوارون: حملة للمطالبة بحقوق العاملات المنزليّات


أطلق المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون (الصورة) أخيراً، حملة لدعم العاملات المنزليّات في بلده خلال هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها العالم. وتدعو الحملة أرباب العمل وأصحاب المنازل إلى تحمّل مسؤوليّة العاملات، مطالبةً إياهم بواجب دفع رواتبهن. ووفق تقارير صدرت أخيراً، فإن الخادمات في المكسيك يواجهن ظروفاً مادية صعبة منذ بدء انتشار جائحة كورونا، خصوصاً مع ارتفاع عدد المصابين بالفيروس في المكسيك التي احتلّت فيها نسبة المصابين المرتبة الثانية في أميركا الجنوبيّة بعد البرازيل. إذ تأتي الحملة في وقت تواجه فيه 2.3 مليون عاملة مصيراً مجهولاً، بسبب تخلّف أصحاب العمل عن دفع مستحقاتهن الماليّة. فرغم الطلب منهن بالبقاء في المنازل ومواصلة أعمالهن ورعايتهن للعائلات، إلا أنهن لا يعرفن ما إن كنّ سينلن بدل هذا التعب. وقال كوارون بأن «هدف الحملة هو التذكير بأهميّة رعاية ودعم من يقمن برعايتنا، وبالاحترام الذي تستحقه العاملات». علماً أن كوارون سلّط الضوء على حقوق العاملات في بلاده في رائعته السينمائيّة «روما» (2018). فقد شكّل الشريط تحيّة إليهن، من خلال سيرته العائلية في حيّ روما في مكسيكو سيتي خلال سبعينيات القرن الماضي. استعاد الشريط مربيّة العائلة كليو من السكّان الأصليين، التي رافقت المخرج فترة طفولته، على خلفية التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المكسيك حينها. بالإضافة إلى جماليّته سينمائيّاً ورحلته البصرية الأخاذة (منحت كوارون أوسكار أفضل مخرج)، تحوّل الفيلم إلى مرجع أساسي للحركات الناشطة للمطالبة بحقوق العاملات المنزليات في المكسيك وأميركا.