في وقت بات فيه التطبيع مع الإحتلال مشرعاً على مصراعيه، والتسويق على قدم وساق لما يعرف بـ «صفقة القرن»، لإنهاء القضية الفلسطينية، مع دخول الدراما الرمضانية على هذا الخط، والمدعومة سعودياً، لأنسنة الإحتلال، ومحاولة إبقائه جانباً، لا بل إثارة التعاطف معه. إزاء هذا المشهد الخطر إعلامياً ودرامياً، ما زالت حركة «سعوديون ضد التطبيع»، تنشط في مجال التصدي لكل الرسائل المسمومة والمدفوعة الثمن، من قبل النظام السعودي على التحديد. في هذه الأيام الرمضانية، التي أقحمت فيها حوارات ومسلسلات تحاول إبعاد «اسرائيل» عن خانة الإحتلال والدموية، يدخل نشطاء هذه الحملة، بقوة على السوشال ميديا، وينشرون مداخلاتهم حول مضامين ما تقدمه الشاشات السعودية، أو ما يقوله مسؤولون سعوديون. شبان يمتازون بمناقشات منطقية وهادئة، وبسعة الإطلاع، وبقدرتهم على الإقناع، مع استخدامهم للحجج والبراهين. هدف الحركة الوقوف في وجه كل أشكال التطبيع مع الإحتلال، ومنع كل محاولات التفريق بين القضية الفلسطينية وباقي العرب، باعتبارها قضية تخص أهلها، مع فضح جميع التصريحات التطبيعية من قبل شخصيات سعودية معروفة من أوساط مختلفة. يحاول هؤلاء إرجاع البوصلة الى مكانها، وإعطاء صورة واقعية عن طريقة تفكير المجتمع السعودي، بنصرته للقضية الفلسطينية، ورفضه للتطبيع، بخلاف حكامه الذين يشتغلون في الليل والنهار، لتحقيق أهداف الإحتلال. وبرزت الحاجة أكثر الى تلك الحركة الشبابية، التي تضم أكاديميين ونشطاء سعوديين، في رصد الأعمال الرمضانية التي تبث على شبكة mbc، والتعليق على مفاصل عدة يحاول صنّاع الأعمال الدرامية تمريرها، في خطة ممنهجة تسعى الى «تشويه الوعي التاريخي» كما يعلقون، وتصوير المعضلة على أنها تكمن في الفلسطينيين وليس عند الإحتلال، لتسميم العلاقات التي تجمع بين الشعبين. هكذا بمنشورات بسيطة، تستقطب الحركة، المتابعين، وتفعّل النقاشات الهادفة الى تعرية أهداف النظام السعودي التطبيعية.