
إذ أنّ القنوات ستستأنف عرض مسلسلات كانت قد بدأت عرضها في الخريف الماضي وجمدتها بعد التظاهرات، إلى جانب مشاريع أخرى صوّرت قبل عام، مع احتمال دخول بعض المسلسلات في اللحظات الأخيرة. في هذا السياق، تستكمل lbci عرض «بالقلب» (كتابة طارق سويد وإخراج جوليان معلوف إنتاج G8 Pro) الذي يجمع بديع أبو شقرا وسارة أبي كنعان وباقة من النجوم اللبنانيين، ويروي قصصاً من قلب المجتمع اللبناني. من جانبها، تعيد mtv عرض مسلسل «بردانة أنا» (كتابة كلوديا مارشيليان وإخراج وإنتاج نديم مهنا) الذي يجمع كارين رزق الله ووسام حنا، ويروي قصص العنف الأسري من خلال حنين (كارين رزق الله) الزوجة الشابة التي قتلها زوجها (بديع أبو شقرا) بوحشية. عند عرضه في الخريف الماضي، تعرّض المشروع لبعض الانتقادات التي وجدت أنه عالج قضايا العنف بطريقة سطحية. مع ذلك، فإنّ تقييم «بردانة أنا» لن يكتمل إلا بعد عرض كلّ حلقاته التي تصل إلى الستين، وقد يستمرّ إلى ما بعد رمضان.
وهذا الموسم، كان لافتاً دخول قناة «bein دراما» القطرية على خط الدراما اللبنانية. فقد أقدمت الشبكة على شراء ثلاثة مسلسلات لبنانية هي: «بالقلب» الذي ستبثّه بالتوازي مع lbci، و«غربة» (كتابة ماغي بقاعي وإخراج ليليان بستاني وإنتاج «أفكار برودكشن») الذي صوّر قبل عام، ويجمع وسام حنا وكارين سلامة وفرح بيطار وكارلوس عازار وممثلين آخرين. علماً أنّ أحداثه تدور في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث يعكس نظرة المجتمع اللبناني إلى الحب والمحرمات وغيرهما. العمل بُني له ديكور خاص من أجواء بيروت في الخمسينيات، كما استكملت أجواؤه مع ثياب ولوكات الفنانين حسب الستايل الرائج في تلك الحقبة. كان من المفترض أن تعرض lbci «غربة» في الخريف الماضي، لكنها عدلت عن الفكرة ليكون في النهاية من نصيب الشاشة القطرية. أمّا المسلسل الثالث فهو «لو ما التقينا» (تأليف ندى عماد خليل، إخراج إيلي الرموز، منتج منفذ المخرجة كارولين ميلان، وإنتاج Gold Films) الذي يلعب بطولته يوسف الخال وسارة أبي كنعان. يروي المسلسل حياة هادي (يوسف الخال) الغامضة، الذي يتزوج من ريما (سارة أبي كنعان)، ثم تتكشف خيوط الغموض تباعاً. المسلسل صُوّر في بيروت الخريف الماضي، ليجد عرضه الأول على الشاشة القطرية.
تعيد lbci عرض مسلسل «بالقلب»
من جانبها، كان يفترض أن تعيد «الجديد» بث المسلسل اللبناني «لا قبلك ولا بعدك» (كتابة كريستين بطرس وإخراج جورج روكز وإنتاج «مروى غروب» لصاحبها مروان حداد) لعباس شاهين وجيسي عبده... العمل الكوميدي الذي عُرضت منه مجموعة صغيرة من الحلقات. لن تستأنف المحطة عرضه، بل إنّ «الجديد» لن تخوض السباق هذا الموسم بسبب أزماتها المالية المتراكمة وضعف المعلنين. هكذا، ستكتفي بإعادة عرض حلقات قديمة من مسلسلات كوميدية من بينها «ضيعة ضايعة» و«مذكرات عشيقة سابقة» و«عطر الشام» و«الخربة»! أما قناة otv فقرّرت عدم عرض أيّ مسلسل من الأساس.
إذاً، في المحصلة تصارع الدراما اللبنانية للظهور في رمضان، محاصرةً بكورونا والأزمة المالية الخانقة. على أن تجد لاحقاً حلولاً لإنتاجاتها قد تعوّض غيابها، وعلى رأسها التصوير في استديوهات داخلية واستغلال فصل الصيف لتقديم مادة درامية محلية. ويختصر بعضهم حالة الدراما اليوم بأنها عادت إلى الموت السريري بعد ضربات عدة تلقتها، وكادت أن تجهز عليها.
منافسة التركية
منافسة جديدة برزت على الشاشات اللبنانية، تتمثل في عرض الدراما التركية في شهر الصوم. هذه الخطوة شهدناها عام 2019، لكنها تترسخ اليوم. إذ تبث mtv ثلاثة مسلسلات تركية دفعة واحدة هي: «امرأة» بموسمه الثاني الذي يروي قصة امرأة تعاندها الحياة بعد وفاة زوجها، إضافة إلى «حكاياتنا» الذي يعرّف على قصص تدور في الأحياء الفقيرة، و«مرارة الحب» الذي يروي قصص الحب والخيانة. كما تفكر lbci في عرض مسلسل تركي ستعلن عنه قريباً، فيما تواصل «الجديد» بث ثلاثة مسلسلات تركية هي «حب أبيض أسود» و«البحر الأسود» و«فضيلة خانم».
«المنار» جاهزة
تخوص «المنار» السباق بمسلسل «مرايا الزمن» (إخراج محمد ياسين وقاف كتابة فتح الله عمر) الذي يجمع باقة من النجوم اللبنانيين. يلقي العمل الضوء على تداعيات السوشال ميديا وتأثيرها على المجتمع اللبناني عبر قصة تاجر الأخشاب «راغب» (مازن معضّم) الذي يتعرّض لسلسلة من المشكلات المتلاحقة تبدأ باحتراق مستودع الأخشاب الذي يملكه وابن عمه «حسام» (مهدي فخر الدين) أثناء وجوده داخله، واتهامه بالتسبّب بالحريق. تجد تلك المشاكل طريقها إلى السوشال ميديا وتسبب أذية.