لم تكد القنوات اللبنانية تتعايش مع فكرة الأزمة الاقتصادية التي استفحلت مع إنطلاق التظاهرات في منتصف تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، حتى وصلت إليها أزمة فيروس كورونا الذي ضرب لبنان. مع إرتفاع عدد الاصابات بالفيروس في لبنان والاعلان اليوم عن ثاني حالة وفاة فيه، بدأت الشاشات تدقّ ناقوس الخطر، وعمّمت على غالبية الموظفين بعض الاحتياطات التي يجب الالتزام بها. كما ستعلن في الساعات القليلة المقبلة عن قرارات جديدة تتناسب مع قرارات «وزارة الصحة» التي سيكشف عنها في الساعات المقبلة بعد إجتماع لجنة الطوارئ التي تتعلق بالمؤسسات العامة والخاصة. هكذا، تفاوتت القرارات داخل المؤسسات الاعلامية، عبر تقسيم دوامات العمل بين فريقين. مع التأكيد على أن من لديه أي عوارض زكام، العمل في منزله من دون أي حاجة للدوام. في المقابل، بدأت القنوات بتطبيق خطوات صارمة على مداخلها عبر الكشف على موظفيها وتحويل بعضهم للحجر المنزلي، منعاً لأي اصابات. لكن اللافت أن الشاشات قد تنتقل لخطوة أخرى قد تكون أشدّ صرامة من باقي القرارات، وهي وقف تصوير جميع برامجها والاكتفاء بعرض برامج قديمة فقط. هذه الخطوة قد يتم اتخاذها قريباً، بناء على قرارات «وزارة الصحة» التي ستعلن اليوم. تأتي القرارات مع الوفاة الثانية بسبب الكورونا، وهذا الأمر بدأ يشكل حالة خطيرة في ظل اإامكانيات الطبية المتواضعة للمستشفيات. هكذا، أول خطوة قامت بها القنوات هي تصوير برامجها من دون جمهور، منعاً للاحتكاك. ولاحقاً قد توسع عملها ليشمل توقيف تصوير بعض المشاريع التلفزيونية. لكن في المقابل، تعوّل القنوات على تلك الخطوة، عبر ارتفاع نسب مشاهديها بسبب الحجر المنزلي. فلا يعود أمام المواطنين سوى تمضية وقتهم في المنزل إما بالاشتراك في منصات الستريمينغ، أو مشاهدة التلفزيون، خاصة أن فترة الحجر المنزلي قد تبدأ بأسبوع واحد وتستمر أياماً عدّة للحدّ من نسب الإصابات وحصرها.