«رح نبقى سوا» اسم البرنامج الذي يطل مساء كل يوم على otv، كمساحة بديلة عن تلك الضائعة بعد تظاهرات 17 تشرين أول (أكتوبر)، والتي تمثلت باستضافات لشخصيات مقربة من «التيار الوطني الحر» وسلسلة تعليقات من المذيعين على ما يحدث على الأرض. منذ نهاية الشهر الماضي، دخلت القناة البرتقالية في حلبة المنافسة مع غيرها من القنوات عبر طرحها «رح نبقى سوا» العبارة المستعارة من أغنية فيروز. من خلالها، تسعى القناة الى تظهير أنها لا تقصي أطرافاً سياسية أخرى في البلاد. القناة ما زالت تتعرض لهجوم ميداني، ومضايقات لمراسليها، تمثلت أخيراً في مضايقة ريما حمدان أثناء تغطيتها تظاهرة في «بيت الوسط» وفضلت استكمال رسالتها تحت سيل الأمطار والمضايقات الشخصية. لم ينته مسلسل ازعاج هؤلاء في الشارع، لدى قيامهم بواجبهم المهني في التغطية، مع حرص المحطة «على ابراز وجهات نظر المتظاهرين، وإفساح الهواء لها» على حد تعبيرها. مع ذلك، تصرّ otv، هذه الأيام على خلق خطاب غير استفزازي، بل يعمل على سماع الرأي الآخر ومناقشته. وهذا ما تجلى أخيراً في «رح نبقى سوا» الذي تحول من استضافة شخصيات مقربة من «التيار» الى أخرى ذات آراء مغايرة وحتى مهاجمة لرئيس الجمهورية. مغامرة سعت اليها القناة طبعاً، مع سقف مضبوط، ويمكن الإستشهاد هنا، باستضافة الممثل بديع أبو شقرا، وترك المجال له في انتقاد الرئيس ميشال عون، وتدخل جوزفين ديب هنا، لتؤكد له أنه على شاشة تابعة لرئيس الجمهورية، وتمنحه مساحة في الإنتقاد. أمس، كان لافتاً ما قالته ديب، ونشرته على صفحتها على تويتر، في بداية الحلقة التي استضافت فيها الإعلامي سامي كليب. ديب أكدت على أنها وزملاءها «أبناء المدرسة الجامعة» ووعدت باستقبال «أشدّ الخصوم» واضافت: «لا يهم كمّ الهجوم» لجسم قالت إنه «محصن بالتلاقي والحوار». فيديو قصير سرعان ما انتشر على السوشال ميديا، ولاقى ترحيباً، لخطاب مستجد تسير به اليوم القناة البرتقالية، وتغامر في ادخال عناصر «شغب» الى داخل استديواتها، على الرغم من أن سخونة الشارع ما زالت حاضرة، وكذلك الإتهامات بالجملة الى فريقها السياسي الذي نال الحصة الأكبر من الشتائم والإتهامات من قبل الحراك. فكيف ستكون شاكلة هذه الاستضافات ووجوهها؟ وهل ستنجح هذه التجربة الاختبارية؟