وماتت «ورود» رياض ديار بكرلي...

  • 0
  • ض
  • ض
وماتت «ورود» رياض ديار بكرلي...

بدون جلبة إعلامية كبيرة، أو تداول واسع على صفحات الفايسبوك، رحل قبل أيّام المخرج السوري رياض ديار بكرلي (1936ـــــ 2019) وشيّع من مكان إقامته في «درا السعادة للمسنّين» (حي المزّة) وصلىي عليه في «جامع لالا باشا» (شارع بغداد) ثم ووري الثرى في مقبرة «الشيخ خالد». حسبما صرّح في آخر حوار منشور له في جريدة «الوطن» السورية، أسس الراحل منذ عمر الـ 15 منتدى فكرياً مع زملائه: محمود جبر، وعادل قرشولي، وعصمت شيخو، وعلي برازي، ومروان مراد أطلقوا عليه اسم «ندوة الفكر والفن» ثم استطاعت المجموعة نفسها إصدار جريدة نشروا فيها نصوصهم وإبداعاتهم الأدبية. يعتبر الراحل من مؤسسي التلفزيون السوري، إذ عمل فيه مدير استديو منذ انطلاقته سنة 1960 وتحدّث مرات عدة عن تلك المرحلة التي كان البث من قمة جبل قاسيون، وساعات العمل تتجاوز 12 ساعة يومية فيما يكون البث عبارة عن ساعتين لا أكثر. ومن ثم أوفد إلى ألمانيا لدراسة الإخراج. ولدى عودته، عمل مع زوجته الكاتبة والمخرجة رويدا الجرّاح على تأسيس الدراما العائلية، وأنجزا معاً أعمالاً مهمة لاقت رواجاً واسعاً وبنت أرضية حقيقية لدراما تعنى بالعائلة، بعدما كان هذا النوع رائجاً في الدراما الأجنبية فقط. ولعلّ أهم مسلسلاته مع زوجته كان «الأخوة» (كتابة رويدا الجرّاح وإخراج رياض ديار بكرلي) قدّم في جزءين بسبب نجاح لافت للجزء الأوّل الذي لعب بطولته جمال سليمان. كذلك، قدم الثنائي مسلسل «طقوس الحب والكراهية». وقد لمع اسم الراحل في مسلسل «ورود في تربة مالحة» (كتابة تماضر الموح) الذي طرح حكايات متعددة لشخصيات أنثوية تعيش حياة صعبة، وتصل إلى مصائر قاسية بسبب مساحة الطموح وضيق الإمكانيات. كذلك قدّم أعمالاً أخرى منها «الخطوات الصعبة» ( كتابة مروان صقر) و «تلك الأيام» (كتابة حسيب كيالي وخطيب بدلة). ورغم تكريس وجهة نظر تقول بأن الحياة في دار المسنين عزلة وإهمال ونسيان، إلا أن الراحل أوضح بأنه اختار بملء إرادته العيش هناك، رغم رفض عائلته. لكنه ارتأى عدم الانفصال عن زوجته، بل التباعد، لأنه في عمر متقدم يختلف المزاج وتصبح المتطلبات غير محتملة. وشرح عن لقاءاته الدائمة بعائلته وحياته الخاصة في الدار. لم تمض أيّام قليلة على رحيل المخرج المخضرم حتى لحق به أمس زميله نبيل ع شمس (1955 ــ 2019). المخرج التلفزيوني المولود في بغداد كان قد بدأ مشواره حياته كمخرج للأفلام الوثائقية لصالح جامعة الرياض ومن ثم عمل في تلفزيون دبي قبل أن يخرج فيلم «الكفرون». ومن ثم كتب وأخرج فيلم «امرأة في الهاوية» وقدّم أعمالاً تلفزيونية عديدة منها «كحل العيون» و«أحلام الفتى يقظان» و«حروب عائلية» و«جريمة بلا نهاية» وسيصلى على الراحل اليوم في جامع علي بن أبي طالب في حيّ الأمين ثم يوارى مقبرة السيدة زينب.

0 تعليق

التعليقات