بداية العام الماضي، كنت أمام تحول ساد بعض الشاشات يتمثل في اللجوء الى Pay Tv، او ما يدور في فلكه كفرض تسجيل الدخول (registration)، للزائرين عبر مواقعها الإلكترونية. الخطوة التي أتت وقتها متأخرة عن مواكبة عصر دخول هذه الخدمة، ولو بتخلف واضح عن مفهومها كمنصات منتجة مستقلة عن التلفزيون التقليدي، كانت خلفيتها في الأساس محاولة سد عجز مالي داخلها، بعد تقلص الأموال وغياب الدعم السياسي عنها. اليوم، الأزمة الإقتصادية ما زالت قائمة، مع فارق أن الشاشات انتعشت منتصف العام الماضي، مع الإنتخابات النيابية، وعادت وتلقت تمويلاً إبان تغطيتها للحراك الشعبي، بنسب متفاوتة. مع ذلك، بقيت صرخات موظفيها حاضرة مع استغناء بعض المحطات عن المتعاونين معها أي Freelancers، واقتطاع رواتب موظفيها الى النصف او اقله. مع اتمام الحراك شهره الأول، تضع بعض الشاشات هذه الأيام ثقلها في استقطاب المشاهد ليس فقط عبر الشاشة، بل أيضاً عبر المنصات التفاعلية، وعلى رأسها فايسبوك وتويتر ويوتيوب.
بعد مرور هذه الأيام والتغيرات الميدانية والحراكات السياسية المصاحبة، لا شك في أن التحشيد التلفزيوني الذي كانت تركن اليه القنوات لم يعد كما السابق الا في حال حصول مستجدات في المشهد. لذا نرى التركيز الحالي، على خدمة البث المباشر لنشرات الأخبار، على هذه المنصات، لالتقاط الجمهور، في ساعات المساء تحديداً، وأيضاً على باقي تغطياتها المباشرة في الأستديوات، وقد باتت متاحة وتلقى تفاعلاً عالياً نظراً للحظة الحساسة التي تمر بها البلاد. إذاً في عصر الإنتفاضات والحراكات الشعبية، تنشط الصفحات التابعة للقنوات، وكذلك حساباتها على يوتيوب، التي تنقل من خلالها فيديوات الأحداث التي سجلها النهار وتفاصيله، كمواد إضافية جديدة تنضم الى نشرات الأخبار والبرامج السياسية والحوارية. ربما كانت لعبة ذكية من قبل القنوات التلفزيونية، تستغل اللحظة الشعبية والسياسية الحالية، لتستقطب جمهوراً إضافياً على السوشال ميديا، خاصة في أوقات الذروة، إذ تطالعنا يومياً عند الساعة الثامنة مساء، نوافذ صغيرة عن البث المباشر لنشرات الأخبار تنتظر النقر عليها للمشاهدة.