لا تحسد otv على موقعها اليوم، في خضم التظاهرات الشعبية التي تعمّ البلاد. القناة البرتقالية التي تمثل اليوم الجهة السياسية الأكثر استهدافاً وتصويباً من قبل المحتجين. رغم تغطيتها التي تنحصر في الدفاع عن مالكيها، الا أنها كانت في الميدان من أكثر القنوات تعرضاً للهجوم والطرد والشتائم، وكان واضحاً تبرير القناة في بداية التظاهرات بأنها قررت النأي بنفسها عن النقل الحيّ حفاظاً على سلامة فريقها. لكن مع تطور الأحداث، واتساع رقعة الإحتجاج، واستشراس القنوات في منافسة بعضها في النقل المباشر على مدار الساعة، نزل فريق otv، وخبأ لوغو المحطة. ومع ذلك لم يسلم من الملاحقة، أكان عبر الشتائم أو الطرد من الساحة.

إزاء هذه الممارسات، كانت المحطة دائمة التأكيد على أنها تنقل «بموضوعية» صرخة ومطالب الناس. لكن الأخبار العاجلة على شاشتها راحت تتحدث عن منع فريقها من التغطية، اكثر من الحدث الأساسي الا وهو التظاهرات في الشارع. في حمى التدافع الذي حصل في «جل الديب» أمس بين المحتجين والجيش اللبناني، وقد حرصت قنوات منافسة على نقله واختصار المشهد المطلبي به، بقيت otv، على الحياد تنقل صورة بعيدة من المنطقة «الملتهبة». اليوم، وبعيد تلاوة رئيس الجمهورية لخطابه المنتظر، منع فريقها من التغطية في «جل الديب». هكذا، ذيل هذا الخبر أسفل الشاشة، بينما كانت مراسلة المحطة ريما حمدان في ساحة «رياض الصلح» توجه الشكر لله، لأنها استطاعت أن تقف وتتلو رسالتها على الهواء، بكل هدوء وبعيداً عن الشتائم!