منذ آب (أغسطس) عام 2015، تاريخ «الحراك» الشعبي على خلفية أزمة النفايات في الشارع، الى حين انتهائه في نيسان (ابريل) عام 2016، ظلت قضية النفايات وما يصحبها من جدل حول المطامر والمحارق، محصورة فقط ضمن تغطيات إخبارية ظرفية، تطغى عليها في كثير من الأحيان لغة الإستخدام السياسي، في تظهير الصراعات السياسية والمحاصصات بدل الإقتراب أكثر من الملف البيئي الشائك. في حلقة خاصة عرضتها lbci أمس تحت عنوان «البيئة قضيّة... البيئة أولويّة» (اخراج: ليال الآغا)، طرحت القضية، واستضافت كلاً من وزير البيئة فادي جريصاتي، وأستاذ الهندسة البيئية في الجامعة الأميركية معتصم الفضل، والزميل حبيب معلوف، والصحافي في المحطة يزبك وهبة. أدارت النقاش ليال الإختيار الوافدة حديثاً الى القناة، في تقديم نشرات الأخبار. الإختيار خاضت هذه التجربة للمرة الأولى، واسندت إليها مهمة ليست بالسهلة، في محاورة السلطة من ناحية، وخبراء في مجال البيئة من ناحية أخرى. وواضح أن الإختيار التي برهنت عبر تقارير إخبارية مختلفة، تخص قضايا جدلية، عن إلمام واضح، وتمكّن في الإضاءة على عمقها، استطاع اسمها أن يبرز سريعاً، وها هي اليوم، تخوض نقاشاً لا توارب فيه، وتطرح من خلاله الإشكاليات، بخاصة أن قضايا البيئة تتقاطع مع السياسة، وتظهر حساً عالياً من المجادلة والإلمام بالملف المطروح. عدا نجاحها في إدارة الحوار بين الأطراف. ساعتان و17 دقيقة، مدة النقاش الذي خصصته المحطة للحديث عن البيئة ووضعته ضمن سلّم أولويات، في وقت تغيب فيه عن الشاشات، رغم حيوية وأهمية هذه القضايا المرتبطة مباشرة بالناس وبصحتهم ويومياتهم. حلقة تضمنت سلسلة من التقارير المشغولة أغلبها على طريقة الغرافيكس، تتناول المحاور المطروحة، من قضية النفايات والمطامر، وليس انتهاء بالكسارات والمقالع، وبالوضع الداخلي «لوزارة البيئة»، وهيكليتها، وميزانتيها، ومشاريعها المنجزة. قد تكون هذه الحلقة الخاصة، مغامرة دخلتها القناة، كون مثل هذه القضايا، لا تجذب عادة الرأي العام، الذي اعتاد عقله على تناول وجبات خفيفة، والإبتعاد عن قضايا مماثلة حتى لو مسّت بحياته وصحته. تجربة lbci، قد تكون ربما الأخيرة في طرح نقاش حيوي ويتسم أغلبه بقول الأمور بمسمياتها، لكن هذا لا يمنع من أن تكرر إما على شاشتها أو على شاشات أخرى. مطلوب هذا النوع من الحوارات، وهذا النوع من المساحات على الإعلام المحلي، ولو شكّل فرصة لأصحاب السلطة لتظهير وجهات نظرهم والدفاع عنها أمام الرأي العام.