إنّه التفجير الأعنف الذي هزّ «المعهد القومي للأورام» في القاهرة أول من أمس، وأسفر عن سقوط 20 ضحية (بعضها تفحم جراء قوة التفجير)و50 مصاباً. كان التفجير الأعنف حتى بالصور المتداولة من هناك، بعدما تبين أن سيارة مفخخة انفجرت خارج المركز الذي يتبع لـ «جامعة القاهرة» (يقدم العلاج بشكل مجاني الى مرضى السرطان). صور وشهادات خرجت على الإعلام تتحدث عن مشاهد فظيعة، وتناثر أشلاء. وحدها صورة قاسية لأم التجأت الى أحد الأرصفة المجاورة، حاملة على كتفها ابنها الصغير المصاب بالسرطان. صورة جالت مواقع التواصل بقوة، وشكلت عناصرها محل استقطاب، كونها تجمع ما بين هلع الأم على صغيرها، وإنقاذه من التفجير الدموي، وأيضاً بين حرصها عليه أكثر كونه يتلقى جرعات العلاج، ويعاني من مرض عضال، فالتمسك بحياته يكون مضاعفاً هنا. قوة الصورة إذاً، تكمن في جمعها عناصر عاطفية وسينمائية عديدة، استطاعت أن تخلق تعاطفاً كبيراً حولها، وأن تختصر بملامح وجهها الخائف من هول التفجير. اتضح في ما بعد أنّ المرأة تدعى «أم يوسف» روت لموقع «التحرير» كيف نجت من التفجير مع ابنها الوحيد: «أنا لقيت ناس خارجة من المعهد بتجري وأنا كنت لسه واصلة من ساعتين قدام المعهد، ولما لقيت ناس بتطير قدامي لفوق جريت بالواد على طول بعيد عشان ربنا ينجيه، معرفتش أعمل حاجة غير كده، معنديش غير يوسف». المرأة التي تتحدر من محافظة بني سويف، أتت الى القاهرة، آملة بأن يتلقى طفلها العلاج (يعاني من السرطان من الدرجة الثانية)، بعدما كان زوجها مخالفاً لها في المجيء الى العاصمة المصرية.