منذ أكثر من أسبوع، يستمرّ الجدل الذي افتعل على خلفية حفلة فرقة «مشروع ليلى» في «مهرجانات بيبلوس الدولية». رغم صمت بعض أعضائها ومنظمي المهرجان، الا أن الساحات الإفتراضية وحتى الشاشات ما زالت تطرح إشكاليات ما حصل، الى أن دخلنا قبل أيام قليلة في دوامة خطاب عنفي يحض على الكراهية ويحلل دم الفرقة الموسيقية. أمس، تابعت lbci القضية التي قاربتها بخطاب متقدم يحترم حرية التعبير ويطرح أسئلة حول الجدل الحاصل في ما خص «مسّ المقدسات المسيحية». تقرير في نشرة أخبارها المسائية (نيكول حجل)، استضاف عالمة الإجتماع جيلنار واكيم، التي قاربت الموضوع المثار من ناحية سوسيولوجية. وركز التقرير في كلامها على التهديد الذي يشعر به المسيحيون في لبنان، وذهابهم بالتالي الى الإنغلاق والتقوقع، مع الإشارة الى الخطاب المستخدم على السوشال ميديا، الذي يتقاطع بحسب واكيم مع مفردات «داعش». بغية إظهار «المسيحيين»، أنهم كبعض المسلمين صعّدوا خطاباتهم العنفية بعيد الأزمة السورية. من المهم التوقف عند ما قالته عالمة الإجتماع، وتضاف اليه اليوم، موجة خطابات تتسم بالعنف وبث الكراهية والإحتقار، بحق الفرقة اللبنانية. حملة أبطالها مغنون، ممثلون وحتى صحافيون، دخلوا في بازار القضية، واستخدموا حساباتهم الشخصية للتحريض، واستخدموا لغة تتسم بالإنحطاط.
من ضمن هؤلاء المغنيان زين العمر أو طوني حدشيتي، الذي ما فتىء يغرد عن الفرقة، وشبهها بـ «فرقة الصرامي»، معتبراً جبيل مدينة «الحرف» و«لن يدنسها الشياطين». بدوره، كان المغني فارس كرم «كريماً» بتعليقه على الفرقة بالقول «بدن دعس بالصرماية». لغة «الصرامي» إذاً حكمت التعليقات من شخصيات عامة، يفترض أنها بعيدة عن اللغة السوقية، يضاف الى هذين النجمين الممثلة سهى قيقانو، التي تدأب أيضاً على التحشيد مع زملائها. قيقانو وصفت الفرقة بمجموعة «سحاقيات»، و«مثليين»، و«خارجين عن الدين» يعملون على «تشويه صورة المسيح». الصحافي جوزيف أبو فاضل بدوره، لم يشذّ عن الحملة، وهاجم رئيس بلدية جبيل كونه سمح بإقامة الحفلة، وقال له «يا عيب الشوم».