هي بضع كلمات لا أكثر، كتبها أحد محرري موقع «القوات» اللبنانية، لتشتعل بعدها موجة عالية من السخرية. فقد نشر الموقع أمس خبراً بعنوان «نادين نسيب نجيم وعلي بن أبي طالب في تغريدة». ونقل متن الخبر تغريدة الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم على تويتر، واستشهادها بقول للشاعر كريم العراقي: «لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبه، لا يؤلم الجرح الا من به ألم»، ومن الواضح أن محرر الخبر، لا يعرف من هو علي بن أبي طالب، فوصفه بالشاعر، ولم يلتفت أيضاً الى أن نجيم أخطأت عندما نسبت البيت الشعري الى الإمام علي بن أبي طالب بدل الشاعر العراقي. موجة عارمة على المنصات الإفتراضية، أعقبت نشر الخبر، استمرت لساعات طويلة، تسخر من أن موقعاً لبنانياً لا يعرف من يكون الإمام علي، ليتم تصحيحه في ما بعد، بعد وقوع الواقعة. كثر ربطوا بين هذه الحادثة، التي تنم عن غياب أي ثقافة عامة لدى هؤلاء، وبين ما حصل أخيراً في بلدة «الحدث» ومنع أحد المواطنين اللبنانيين من استئجار بيت له هناك، فقط لأنه من هوية دينية مغايرة. الفرز الديموغرافي الذي أحدثه قرار بلدية «الحدث»، عبر منع أي مسلم من الاستئجار أو التملّك في البلدة، أُسقط على حادثة موقع «القوات»، لكون ما يحدث اليوم، لا بد من أن يقودنا الى هذا الشرخ وإلى غياب التثقيف والإختلاط، وبالتالي معرفة الآخر.