«مقتل «بلبل الثورة» السورية... الحانن للحرية» (النهار)، « عبد الباسط الساروت... فارس من هذا الزمن» (المدن)، «عبد الباسط الساروت... بدأ «بلبل الثورة» وانتهى «غيفارا سوريا» (الشرق الاوسط)، وغيرها من العناوين والألقاب التي أمطرتها علينا المواقع الإلكترونية والمنصات الإفتراضية أمس في نعي عبد الباسط ساروت الذي قضى نحبه خلال معارك مع الجيش السوري، في قرية «تل ملح» في ريف حماة الشمالي، بعدما انضوى في «جيش العزة» أواخر العام الماضي. «حارس الثورة» اللقب الذي اشتهر به بعدما كان حارس مرمى في فريق «الكرامة» الحمصي، فجّر موته أمس هذه المنصات التي نعته بأكثر من مقال (موقع «المدن» القطري على سبيل المثال)، وبأكثر من تغريدة تأس ٍ(تغريدات ديما صادق مثلاً). النقطة اللافتة هنا، كانت طريقة تعاطي هؤلاء مع ما أطلقوا عليه لقب «الأيقونة»، وتجرأوا حتى على تشبيهه بـ «غيفارا»، ضمن اختزال رخيص وتشويه مقصود لكل الرموز والأيقونات النضالية حول العالم. فعبد الباسط ساروت، كان أول من امتشق السلاح، وانضم الى العمل العسكري، بعدما عرف بأناشيده التي حوّلته الى «بلبل الثورة»، وانزلاقه نحو خطاب طائفي ومذهبي تحريضي. لعلّ أشهر انشوداته في هذا الخصوص، ما ردّده في تظاهرات حمص «كلتنا جهادية... بدنا نبيد العلوية»، وأناشيد أخرى تحرّض ضد الألقليات الدينية الأخرى في سوريا. الى جانب ذلك، ألبس الساروت ـ كما بدا واضحاً ـــ ثوب الثورة والنضال والكفاح، وحاولت هذه المنصات والشخصيات التي تناولته نعياً، أن تسقط من قاموسها التحاقه بتنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي عام 2014، واعلانه هذا الأمر على شبكة «الجزيرة» حصراً، وعلّل وقتها الإلتحاق «بسبب خذلان الجميع لنا». انضمامه الى صفوف التنظيم الإرهابي أسقط في التداول الإعلامي والإلكتروني له، لتكون صفحته ناصعة. أو عُمل على التخفيف من وطأة هذا الفعل، عبر استخدام مصطلحات بديلة عن عبارة «داعش» كـ «فصيل اسلامي»، مثلاً، وآخر «فصيل معتدل»، للتمييز بين الألوية السورية المعارضة.