بعد المذبحة الإرهابية التي أسفرت عن مقتل 50 شخصاً في مسجدين في نيوزيلندا، فُفتحت مروحة من التساؤلات المتشعبة من ضمنها الجزئية المتعلقة بتوثيق الجاني لجريمته عبر بث حيّ على فايسبوك، وإستنفار الأخير وغيره من المنصات بغية إزالة المحتوى العنيف. ومن ضمن النقاشات التي ما زالت مستمرة الخطاب الإعلامي التحريضي الذي دأب الإعلام الغربي على تغذيته في أوروبا. إذ يتداول ناشطون يتداولون صورة بانورامية مركبة، لمجمل الميديا الفرنسية، التي تصدرت أغلفتها خطابات معادية للإسلام، وللمسلمين، ومحرضة ضدهم. فالإعلام الغربي، يشكل جزءاً جوهرياً من تفعيل وإثارة الخطاب المعادي للإسلام وتغذية اليمين المتطرف، سيما بعد أحداث 11 أيلول 2001. لكن اللافت هذه المرة، ما يمكن اعتباره صحوة على هذا الصعيد، أو التنصل من المسؤولية. فقد نشرت مجلة «فورين بوليسي»، أخيراً تقريراً، اعتبرت فيه أن «خطاب الإسلاموفوبيا» قفز في السنوات الأخيرة، وأن مصدر القلق بات يضم عامة الناس الذين ما زالت مواقفهم معادية للإسلام، وليست محصورة فقط بـ «المتطرفين العنيفين». المجلة الأميركية، أضاءت على هذه الظاهرة التي باتت تجتاح الصين أيضاً، مع ارتفاع العداء للمسلمين في أوروبا سيما بعد قضية اللجوء الى أراضيها. على سبيل المثال، ذكرت أن 40 % من الشعب الألماني يريد من برلين أن تمنع المسلمين من دخولها. وكان لافتاً، ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، التي اعتبرت أن «اليمين المتطرف يسعى لزرع الشقاق في المجتمعات»، ولفتت الى دراسة أجريت عن الإعلام الأميركي الذي «تعرض للإختطاف في الفترة الممتدة بين 2016 و2018»، بغية الترويج «لرسائل الجماعات التي تحضّ على الكراهية». ووصفت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، الخطاب المعادي للإسلام بـ «الوقح»، وحثت على تسليط الضوء على هذه الظاهرة.