قبل أيام، حلّت الذكرى الـ16 على استشهاد المناضلة الأميركية راشيل كوري. في 17 آذار (مارس) 2003، وقفت كوري، أمام جرافة صهيونية كانت تهمّ بهدم هدم منزل فلسطيني في قطاع غزة، فكانت لحظة استشهادها محطة يتذكرها العالم الحرّ سنوياً. الصورة التي هزّت الرأي العام وقتها، كرّست صاحبتها رمزاً للتضحية والتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. وبعد وفاتها، أشاد والداها بسعيها الدائم لمساندة حقوق الإنسان وكرامته، وتكريس حياتها من «أجل الجميع». عام 2003، أعلن عن إقفال الجيش الصهيوني ملف إغتيال لكوري، بعد إعتبار المحكمة أن «وفاة كوري كان حادثاً مأساوياً»، و«غير ناجم عن إهمال الجيش الإسرائيلي»، وقررت عدم تقديم أي تعويض لعائلتها. طبعاً، عائلة الناشطة الأميركية قررت الإستئناف واعتبار أنّ الحكم الصادر عن المحكمة الأميركية «يسيء لحقوق الإنسان والإنسانية، ولحكم القانون». تقرير نشر أخيراً على موقع «ميدل إيست مونيتور»، البريطاني، تناول حكاية راشيل كوري، واستعاد كيفية استشهادها، وسيرتها الذاتية، ونشاطها الإنساني. وكشف عن رسالة كانت قد بعثتها الى والديها قبيل اغتيالها، تحدثهما بها، عن المعاناة الفلسطينية. وقتها، دوّنت: «لا يمكن وصف ما حدث مهما قرأنا أو سمعنا الأنباء أو حضرنا المؤتمرات وعرض الأفلام الوثائقية... لا يمكنكما أن تتخيلا الوضع الا بمعاينته».