أكثر من 9 الآف إعجاب (like)، و 11 ألف مشاركة (share)، لفيديو مداخلة رئيسة لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي نسرين شاهين في برنامج «صار الوقت». حظيت هذه اللقطة، برواج عال على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت شاهين نجمة إفتراضية، تحصل منشوارتها على عدد كبير من الإعجابات، وتستصرحها المواقع الإلكترونية مقابل «نبشٌ» توغَّل عميقاً ـــ على ما يبدو ـــــ في حسابها الشخصي على فايسبوك، وأخرج مجموعة صور (سلفي) لها مع سياسيين حاليين. بعدها، اتّهمت بممارسة إزدواجية في الخطاب، بين إطلاق صرخة بوجه الطبقة السياسية في البرنامج الأسبوعي، وبين دلالات هذه الصور التي تذهب بنا، الى خطاب مناهض لذاك الذي خرج ليلة الخميس على شاشة mtv. وإذا وضعنا جانباً كل هذا الجدل، والحملات المضادة على المنصات الإفتراضية، فإن التدقيق أكثر في طريقة التعاطي معها في «صار الوقت»، يظهر لنا، أموراً بأهمية البحث عن مصداقية الشخص الذي يدين الساسة بصوت عال وبأسلوب إنفعالي. طيلة المداخلة التي استغرقت 3 دقائق، تتكشف أمام المشاهد حقائق من نوع آخر، تتوزع في كل اتجاه. في البداية، توجهت نسرين الى الحضور بمخاطبته «شباب»، فأصرّ غانم (مقاطعاً) عليها بالقول: «وصبايا»، للتأكيد على «نسويته» وغياب إقصائه لهذه الفئة. بعدها، ولدى مشاهدته شاهين، تتحدث بطلاقة وانفعال، اقترب منها، بعدما أغرق وجهه بالضحك: «انت مجوزة؟»، طبعاً، لم تفهم الشابة هنا قصد غانم، الذي استخدم أسلوباً ذكورياً مسفّاً، في تأطير «حالة» شاهين، لينتهي به الأمر وينصحها بتناول دواء الـcipralex (مضاد للاكئتاب). بعد هذه الوصفة، احتلت الضحكات وجوه الحاضرين، هكذا، قزّم غانم، مفاعيل ومضمون كلام رئيسة لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي (بغض النظر عن صدقيتها)، وسخّف بالتالي كل مداخلة مفتوحة معه في البرنامج، تتكئ على ابداء الرأي والتعبير عنه. هكذا، تظهّرت أكثر، نوعية هذه البرامج، التي تتخذ من الاستعراض مكانة لها، وقضايا الناس واجهة براقة ليس الا. مداخلة الثلاث دقائق قيّمة، تختزل طريقة التعاطي مع أوجاع الناس، لا بل إغراقها بضروب من الذكورية، وتحويلها مشهداً كوميدياً، رغم ما تحمله من ألم.