أخيراً، تشكّلت الحكومة بعد مخاض تسعة أشهر. أمس، حشدت الشاشات اللبنانية، لهذه اللحظة، التي باتت بحكم «التاريخية»، نظراً لكمّ التعقيدات، والعراقيل التي رافقت هذه الفترة العصيبة. هكذا توزع المراسلون/ات، بين «قصر بعبدا»، و «السراي» الحكومية، لمواكبة حركة الرؤساء الثلاثة، وانتظار إعلان التشكيلة النهائية، التي ظل يحكمها التكتم والغموض على بعض الوزارات. ثغر حاولت بعض القنوات الدخول منها، لتجذب الأنظار، للإيحاء الى المشاهد بأنها تملك معلومات حصرية عن الأسماء والحقائب الموزعة. طبعاً، التشكيلات التي خرجت في المساء قبل الإعلان النهائي، لم تكن بمجملها صحيحة، تنافست على نشرها المواقع الإلكترونية، والإخبارية للقنوات. وبرزت هنا، تغطية mtv، التي استخدمت توزير ريّا الحسن (وزارة الداخلية) كأحجية، وتضخيم استخدامها في التغطية، فيما تسرّب الإسم قبل دقائق على مواقع التواصل الإجتماعي، بأن ريّا الحسن ستتولى حقيبة «الداخلية». هكذا، تغيرت البرمجة قليلاً و«دفشت» البرامج المعتادة لتحتل مكانها تغطيات خاصة، إحتفائية بهذه المناسبة السعيدة. طبعاً، التركيز الأساسي كان في هذه التشكيلة على العنصر الجندري. للمرة الأولى، توزّر 4 نساء في حكومة واحدة: ندى البستاني (وزارة الطاقة والمياه)، ريا الحسن (وزارة المالية)، فيوليت الصفدي (وزيرة دولة لشؤون التأهيل الإجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة)، ومي شدياق (وزارة التنمية الإدارية). واللافت هنا، الاندهاش، والتطبيل العالي الذي لاقته ريا الحسن، خليجياً. فقد وصفت «سكاي نيوز عربية» توزير الحسن بـ « الحدث التاريخي على المستوى العربي». أما «العربية» فقد اعتبرت هذه الخطوة بمثابة «مفاجأة من العيار الثقيل». ولعلّ الجدل المحتدم، كان على تسمية «وزارة شؤون المرأة» بـ «وزارة الدولة لشؤون للتأهيل الإجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة». بعدما أثير الجدل حول ابتكار الوزارة، وتسليم دفتها الى جان أوغاسبيان، ولد جدل آخر، ممزوج بالنقمة، حول هذه التسمية المستحدثة، التي تربط الشباب والمرأة، بـ «التأهيل». طبعاً، تعدّ هذه التسمية انتقاصاً واضحاً في النظر الى هاتين الفئتين، فيما تم التركيز على اسم فيوليت الصفدي، عقيلة الوزير السابق محمد الصفدي، الوجه الإعلامي المعروف على شاشتيّ lbci، وmtv.