منذ أكثر من ست سنوات، تاريخ انتهاء برنامج «محامي الشيطان» على otv، وزياد نجيم يطل من وقت إلى آخر على الشاشات ضمن مقابلات متفرقة. في تلك الاطلالات، قد يكرر نجيم مواقفه خاصة في الشأن التلفزيوني، لكن يبقى الثابت أن هذا الرجل ظل ولو كان غائباً عن الشاشات أو مغيباً عن الإعلام، حاضراً في أذهان كثيرين سيما جيل التسعينيات، إبان ما كان يوماً يسمى بـ «التابو» أو المحرمات. وقتها، فتح زياد نجيم ملفات وقضايا متفرقة، اجتماعية وسياسية، وأثار جدلاً شعبياً واسعاً. نجيم شارك أخيراً في حلقة من «خدني معك» على otv (يقدمه وسام صباغ). وبغض النظر عن تقييم الحلقة (59 دقيقة)، إلا أنّ مقطعاً داخلها، استطاع أن يثير زوبعة لدى سؤال نجيم: «لماذا لا تتحمل أي شاشة جرأتك؟». هنا، فتح الطبيب اللبناني النار على الوضع السائد تلفزيونياً، سخر من كون بعض البرامج تدعي أنها جريئة وتكسر المحرمات، فيما المواضيع منسوخة عن «الشاطر يحكي» (1995-2001)، وعن تلك الفترة الذهبية التي عاشها التلفزيون. توجه نجيم الى أصحاب البرامج قائلاً لهم «عطونا شي جديد»، «شي يحركشلي عقلي». طبعاً، نجيم لديه كل الحق في قول ما سرده في تلك الحلقة، ولو مرّ سريعاً ضمن فقرات مختلفة. فالسقف الذي كسره وقتها وطرحه لقضايا شائكة، فتحا الباب واسعاً على صعيد التلفزيون محلياً، لفتح نقاشات مشابهة، لكن مع الوقت ظلت محدودة ولم تقدم جديداً أو حتى مقاربات مختلفة. لذا ظل «الشاطر يحكي» وحيداً مسكوناً في فترة التسعينيات، لم ينافسه أي برنامج، ويبدو أن الأمر سيظل كذلك مع الوضع الراهن.