بعد خسارة المنتخب السوري مع نظيره الأردني بهدفين مقابل لا شيء في الأسبوع الماضي، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي السوري بسيل عارم من الانتقادات، وصل بعضها إلى حدّ الشماتة! طبعاً كما هي العادة، فتحت السوشال ميديا الباب أمام القاصي والداني ليدلي برأيه، وينظّر في لعبة هي بمثابة عِلم حقيقي. هكذا، وصلت الأمور إلى أبعد وضعها الطبيعي، عندما نشرت تقارير صحافية معلومات عن سيطرة الكابتن عمر السومة على الفريق وفرض سطوته على المدرّب واستئثاره بشارة قائد الفريق، ووضعه التشكيلة بنفسه! أمر استدعى رداً من «العكيد» كما يلقبونه في الدوري السعودي الذي يلعب فيه، عبر برنامج رياضي يبثّ على اليوتيوب عتب فيه على الشامتين، وتمنى أن يكون اللقاء الأخير الذي يجمع المنتخب السوري مع الفريق الاسترالي في هذا اليوم عند الساعة الثالثة والنصف عصراً بمثابة مساحة لإعادة الثقة مع الجماهير، ورسم البسمة على وجوه الناس التي بنت آمالاً على منتخب بلادها!

فعلياً كانت هذه المقابلة تتويجاً لعودة الحماس إلى ذروته، ونشاط الإعلام مجدداً، بدءاً من المحطات المحلية، وصولاً لما يفعله القائمون على رابطة المشجعين في الإمارات حيث تقام بطولة كأس آسيا، فيما بدأت النداءات الشعبية تنطلق إلى «نسور قاسيون» طالبة منهم ألا يخيّبوا ظن الشعب الذي عقد عليهم العزم، وتداول الناشطون فيديوهات لأطفال سوريين يبكون بعد الخسارة الأخيرة. وأعاد بعض الفنانين نشر فيديو المدرّب السابق أيمن الحكيم عشيّة فوز المنتخب في التصفيات على أوزبكستان وبكائه بحرقة أثناء إهدائه الفوز للشعب السوري ضمن مجريات المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة، وتمنّوا أن يعاد المشهد مع المدرّب الوطني الجديد فجر إبراهيم.
في كل الأحوّال ومهما كانت نتيجة اللقاء الحاسم اليوم، يبقى ما فعله المنتخب السوري والظروف التي عاشتها الشام أثناء مبارياته، سابقةً سجّلها التاريخ وسيتذكّرها كلّ مهتم بما حصل في سوريا ليس فقط من مشجعي كرة القدم ومحبي الرياضة!