كانت حرباً إفتراضية، بكل ما للكلمة من معنى. جيشان إلكترونيان تقاسما أمس، فضاء تويتر، وراحا يحشدان ليحتل هاشتاغ الخاص بأحدهما الصدارة. بين «لهون وبس» (lbci)، و «صار الوقت» (mtv)، حلقتان تتنافسان بضيفين مختلفين في أجواء ميلادية. بين زياد الرحباني، واليسا، كان مرجحاً أن لا تستحوذ حلقة «ملكة الإحساس» على الساحة. فالحلقة أتت بعد أخرى عرضت على جزءين في مصر، مع الإعلامية المصرية منى الشاذلي، وفيها، تناولت اليسا تفاصيل مرضها، ورحلة علاجها بالتفاصيل المملة، حتى إنّ بعض ما أوحى له «صار الوقت»، بأنه يقال للمرة الأولى، سبق أن تناولته اليسا في إطلالتها المصرية. مثلاً، كشفت أنّها أجبرت في برنامج The voice، على إرتداء ثياب مقفلة وغير شفافة، بسبب الحروق التي طالت جسدها بعد العلاج الإشعاعي. بقي التعويل ربما على إطلاق مواقفها السياسية، الحادة كل الإتجاهات، لكن حتى هذا الأمر لم يعط أي إشارة نجاح للحلقة. على المقلب الثاني، وضمن حلقة خاصة من «لهون وبس»، أطل زياد الرحباني، كما أراد شكلاً ومضموناً، بعيداً عن لغة الكرافات والبزات الرسمية، التي أجبر ربما على ارتدائها في لقاءات تلفزيونية. حلقة وصفها هشام حداد بـ «اللحظة التاريخية». هي المرة الأولى، التي يطل فيها «ملك الساحة ع بياض» في برنامج كوميدي، وربما كان هذا الميدان ملعبه، وملاذه في الإستطراد بالمواقف المختلفة، سياسية كانت أم شخصية أو فنية.

حلقة امتدت لساعة من الوقت، لم يكن في بعض الأماكن المونتاج موفقاً فيها، فبدت بعض المقاطع مبتورة، مما أحدث خللاً عند المتابع لمعرفة ما انتهى إليه حديث الرحباني. ظهر هذا الأمر جلياً، في المقطع الذي تحدث فيه، عن غياب الإنتاج، وسيطرة «البرميل الأسود» على الميدان الفني. عدا ذلك، بدا الإنسجام واضحاً بين حداد وضيفه، كون حداد يمتلك خلفية سياسية تتقاطع مع تفكير الرحباني. الأسئلة التي انسابت في المقابلة، استفاض الرحباني في أجوبتها، فبدا مرتاحاً، بخلاف مقابلاته السابقة على قنوات محلية مختلفة. إذ كسر نمط الإستجواب (سؤال/جواب)، ليتحول الى دردشة، تطال سهامها كما جرت العادة، شخصيات وأحداثاً مختلفة، سيما المتعلقة بأهل السياسة والفن: من جبران باسيل، الى الياس بو صعب، وجوليا (تقليد فيروز)، وماجدة الرومي فالسيدة فيروز، تشعبت المحاور بسلاسة لافتة، ولم تخل طبعاً من النكات والقفشات الفكاهية. ساعة تلفزيونية، مكثفة، غير مملة، عرف فيها حداد كيف يحاور زياد الرحباني، مع أنه كان ــ كما بدا ـــ يحسب حساباً لكل موقف وكلمة صادرة عن ضيفه، ويرتبك لكيفية التصرف إزائها، فيترك بعضها ويعلق على بعضها الآخر. كانت حلقة كرست صورة حقيقية للرحباني، وجلسة مريحة لصاحب «بالنسبة لبكرا شو؟».