أمس كنا، أمام إختبارين، أولاً، لبرنامج كوميدي يستقبل ضيفاً كزياد الرحباني، وآخر سياسي يخصص حلقته الميلادية لاليسا. إختباران قسما الجمهور، المنقسم أصلاً، حول شخصيتين لا يجمعهما شيء مشترك. حلقة «صار الوقت»، التي دشّنت بمقدمة نارية لمارسيل غانم ردّت بشكل واضح على مقدمة قناة otv، مساء الأربعاء الماضي (اختصرت بعبارة «لولا ميشال عون»). رد عنيف على عون والعهد، استبدل العبارة الآنفة الذكر بـ «لولا صبر الشعب اللبناني»، تحدث فيها غانم عن هذا الشعب، الذي لولا صبره، لكان «قلب الكراسي على المتزعمين»، وأشعل «ثورة» في البلاد. مقدمة لم توفر أياً من الملفات الحياتية والسياسية، الا ووضعتها في خانة الفشل، والفراغ وإيصال البلد الى «وضع أسوأ» مما كان عليه. بعد هذه المقدمة، استضاف غانم المغنية اللبنانية، التي تفرعت المحاور معها، من الفن الى رحلتها العلاجية من السرطان وصولاً الى آرائها السياسية. لقاء يبدو أنه لم يستطع إستقطاب أنظار الناس، لأن اليسا سبق أن تحدثت بإطراد عن تفاصيل مرضها، وعلاجها، وأهمية المحيطين بها وعائلتها النواتية في تخطيها هذه المرحلة الصعبة. المغنية اللبنانية كانت حديث الميديا والنيو ميديا، طيلة الأشهر الماضية. بالتأكيد لن يجد غانم، أسئلة إضافية، تحفز الجمهور على المتابعة، سوى بعض الاسئلة التي طرح للمرة الأولى، عن نظرتها الى جسدها بعد العلاج، الى أنوثتها، وبقائها من دون شريك. غير ذلك، كانت مقابلة أقل من عادية، لم تبخل في نهايتها وبتحريض واضح من غانم، في توزيع آرائها السياسية هنا وهناك. كرر الإعلامي اللبناني هنا أن اليسا تمتلك ذكاء، وهي خريجة علوم سياسية، ليمّهد بذلك بأنها تملك الحيثية الكافية لتدلي برأيها السياسي، لكن ما ظهر وشى بفقر واضح، في نظرتها السياسية. بقيت تكرر مواقفها التي تندرج في العموميات، وتوقظ داخلها مارداً يمينياً بشعاً، ينضح عنصرية، خاصة عندما تحدثت عن أعمال التخريب والتكسير في باريس، متهمةً المهاجرين العرب، حصراً بذلك. ومرة أرادت الرد على الزميل حسن عليق، والقول بغضب شديد «غصب عن كل العالم بشير الجميل أهم شهيد بلبنان». لا تعدو مواقف اليسا السياسية، مجرد فقاعات في الهواء، لامرأة لا تجيد بالطبع إقناع المتلقي بآرائها التي قد يقولها أي مار في الشارع يمتلك رأياً سياسياً، ونقمة على أهل السياسة.