في زمن الميلاد، هناك طقوس اعتادتها الشاشات المحلية، في إضفاء أجواء خاصة، عبر عرض قصص إنسانية، يتفاعل معها الجمهور، مرة ليأخذ عبرة منها، وأخرى لتكون بمثابة أعمال خيرية تساعد حالات إجتماعية- صحية معينة. في ظل التنافس الحامي بين برنامجي «أحمر بالخط العريض» على lbci، و«أنا هيك» (الجديد)، استطاع «أحمر بالخط العريض» أمس أن يحيط بكل عوامل اللعبة التلفزيونية المشروعة، من ضمنها الـ suspense، وأن يوصل رسالة قيمة الى الجمهور. حلقة بادرت فيها الشابة تالا، الى الإستعانة بالإعلامي مالك مكتبي، كي «يعيد لها حبيبها». قصة حب عمرها ثلاث سنوات، انتهت قبل 5 أشهر، بين تالا وإيلي، وهما شخصان من ذوي الإحتياجات الخاصة. إذ فرّقت بينهما ظروف الحياة القاسية، ورفض أهل ايلي زواجه من تالا الأكبر منه سناً، وفشل الشاب في الإستحصال على عمل، بسبب عدم امتلاكه شهادة من أحد المعاهد الفنية. تالا بدت متأثرة جداً، خانتها دموعها مراراً، وعبّرت عن وجعها إزاء إفتراقها عن حبيبها. تجرأت وخرجت على الشاشة لتسرد قصتها، وتكون أمام إحتمالات عدة، من ضمنها فشل مكتبي في هذه المهمة. استقبل مكتبي الحبيبين، كلا على حدة، من دون أن يلتقيا في الاستديو، ثم جمعهما عند «كورنيش عمشيت» حيث ولدت قصة حبهما. بعد تذليل سوء الفهم الحاصل بينهما، في إعتقاد كل منهما أن الآخر نسيه ولجأ الى حبيب آخر، ومساعدة مكتبي لإيلي في إيجاد عمل له، توجه الإعلامي الى الشاب. وبعد استفساره عن سبب رفض أهله لتالا، دعا هؤلاء الى مشاهدة قصة قصيرة لإمرأة كفيفة متزوجة برجل يعاني شللاً نصفياً، ويعيشان بسعادة مع توأمهما في رسالة مفادها أن «الإعاقة في التفكير لا في الجسد». قصة تضاف الى قصة إيلي وتالا اللذين عادا سعيدين الى بعضهما، وكسرا الظروف التي فرقتهما، لنكون أمام مشهدية إنسانية عالية، يحتاجها التلفزيون اللبناني، وسط تسطيح لعرض القضايا وتهميش أخرى كذوي الإحتياجات الخاصة. قضايا بحاجة على الدوام الى تفعيلها على القنوات، مع غيرها ليؤدي من خلالها التلفزيون دوره الحقيقي في المسؤولية الإجتماعية.