«مهما هدمتم سنبني ولن نخاف! بتهدّوا بيتي بس ما بتهدّوا حيلي، الحيل قوي ما بينهد»، عبارة قالتها المناضلة الفلسطينية أم ناصر أبو حميد (72 عاماً)، غداة هدم الإحتلال الصهيوني منزلها في «مخيم الأمعري» في رام الله صباح أمس. عبارة جالت المنصات الإفتراضية، مقرونة بصورة المرأة الصامدة، الملقبة بـ «خنساء فلسطين». أبو حميد التي يهد منزلها للمرة الثالثة، بعد عاميّ 1994 و 2003، هي كذلك لاجئة، وأم لشهيد وستة أسرى في سجون الإحتلال. لم تبك هذا المصاب، بل وقفت بكل رباطة جأش، وعنفوان، لتقول للإحتلال: «البيت يروح أكيد مش أغلى من ولادي اللي قدمتهم، وطالما في احتلال رح نقاومه». بهذا الموقف، ألهمت أم ناصر العديد من رسامي الكاريكاتور، الذين رأوا فيها رمزاً للصمود، وللعزة والكرامة. على سبيل المثال، جسّد الفنان محمود الرفاعي صورتها كامرأة ترتدي الكوفية الفلسطينية، وصوّرها كجبل صامد بوجه الإحتلال، فيما شبهها الفنان الفلسطيني محمد سباعنة بـ «الخيمة» التي ترمز الى اللجوء الفلسطيني. رسمة ذيلها سباعنة بعبارة «خيمتنا الأخيرة» وصوّرها على هيئة خيمة تضم أطفالاً يحملون مفتاح العودة، والى جانبها جرافة في طريقها لهدم هذه الخيمة.ومن خلال عبارتها الشهيرة أيضاً «كله فدا فلسطين، كل ما هدّوا بيت بدنا نبني بداله»، أعادت «خنساء فلسطين» الى أذهاننا، صورة «أيقونة حرب تموز 2006»، الحاجة كاملة أبو سمحات التي التقطتها كاميرا «المنار» وقتها، وسط الدمار، وقالت بكل جأش إن منزلها قد هدم «فدا إجر المقاومة»!