في السنوات الأخيرة الماضية، كرست القنوات اللبنانية، ثنائيات على شاشتها، تقوم على تنافس البرامج التي تنتمي الى النمط نفسه، في اليوم والتوقيت عينه. تنافس قبلاً «للنشر» (الجديد)، مع «هوا الحرية» (lbci)، يوم الإثنين، و«هيدا حكي» (mtv)، بوجه «لهون وبس» (lbci)، يوم الثلاثاء. بدأ وقتها جنون «الرايتينغ» ومن يستحصل على نسبة عالية من المشاهدة، وسط تجييش إلكتروني واضح للفريقين. هذا الموسم يشهد تغييرات جذرية، مع تغيير في البرمجة ومواعيدها، وأيضاً إنتقال وجوه ألفها المشاهدون على شاشة محددة، وإذ بها تنضم الى شاشة أخرى منافسة. أمس، كنا على موعد مع ما يشبه «المنازلة» بين «لهون وبس» على lbci، و «صار الوقت» على mtv. البرنامجان اللذان ينتميان الى نمطين مختلفين، وضعا في التوقيت واليوم عينهما، بعد مغادرة مارسيل غانم شاشة lbci، وإنضمامه الى mtv. وتعمّد «المؤسسة اللبنانية للإرسال» وضع البرنامج الساخر في وجه «صار الوقت»، ليسرق جمهوره. «منازلة» الأمس، بدأت باكراً على مواقع التواصل الإجتماعي، تحديداً تويتر، من حرب الهاشتاغات بين «#صار_الوقت»، و «لهون وبس»، وحشد لها بفيديوات وبروموهات من الطرفين، لكنها بدت مع إنطلاق البرنامجين، خاسرة، وغير متكافئة. ففي نهاية المطاف هي «حرب» بين قناتين، لا بين برنامجين، وبين وجهين يظهران على الشاشة. ومع تدشين الحلقة الأولى من «صار الوقت» على mtv، تعمّدت الأخيرة اللعب على الجزء البصري والإبهاري للبرنامج، وتبيان ضخامة الإنتاج (بناء استديو ضخم جديد/ إعادة توزيع موسيقى البرنامج على يد أوركسترا غربية/ استخدام تطبيقات إلكترونية واستضافة وجوه لها ثقلها على الساحة اللبنانية..)، ومحاولة كسر النمط التقليدي للبرامج الحوارية، وإدخال عناصر جديدة وحيوية عليه، والأهم إشراك الجمهور والتركيز على أهمية التفاعل معه داخل الأستديو وعلى المنابر الإلكترونية.



فيما كانت هذه العناصر تنضج من على شاشة «المرّ»، كان مقدم برنامج «لهون وبس» على lbci هشام حداد، يخرج بحلقة ثانية من برنامجه في الموسم الرابع. وعلى حسابه على تويتر، وعد حداد بأن حلقته ستولدّ «دماراً»، وما فتىء في حلقته الماضية أن جيّش الجمهور، ووعده بأن تعود ليلة الخميس الى «الناس»، في «لطشة» موجهة الى غانم بالتأكيد. حلقة الأمس، التي خصص أغلبها للتعليق على حفلة «إنتخاب ملكة جمال لبنان»، لم تكن موفقة أبداً. بدا حداد الذي انشغل بهذه المعركة، فاقداً لأدوات يمكن تطويعها في صناعة حلقة كوميدية ناجحة. المعركة التي تحوّلت شخصية بينه وبين الإعلامي اللبناني، وبين القناتين في البداية، أوقعته في فشل ذريع، تمثل في مضامين هذه الحلقة. لم نكن بالفعل، أمام لعبة كوميديا وسخرية، حقيقية كان يتقن حداد بعض أدواتها، بل كانت أشبه بحفلة تهريج على الهواء، استهلكت عناصرها، خاصة في إعادة تمثيل والسخرية من مشاهد ومواقف مرت في الحفلة. الى جانب ذلك، أوقع المقدم الكوميدي نفسه في أفخاخ كان في الغنى عنها. قام بشكل مبتذل، بالسخرية من غانم، مستغلاً ما دار بين الأخير وعادل كرم في حفلة mtv، ممراً «تلطيشات» تخص الحياة الشخصية لغانم، وتنضح بالإيحاءات الجنسية، ووصفه من على الشاشة التي كان يظهر فيها بأنه «مارد الإعلام الذي لمع لصورة السياسيين طيلة 25 عاماً». حداد لم يتوقف هنا، بل من باب سخريته من استخدام قناة «المرّ» تقنية Augmented Reality في الحفلة الجمالية (اسقاط أجسام وعبارات إفتراضية على مساحة واقعية)، استجلب عاملين أجنبيين، ليحملا إسم «ناجي» الى الأستديو، في سخرية من صعود اسماء المرشحات على المسرح بشكل إفتراضي. لم يعرف لماذا أتى حداد بهذين الرجلين الى الأستديو، وسمى ذلك العرض بـ «أوغمنتد عنصرياليتي»، في مشهد لا يمكنه الا أن ينضح بالعنصرية. واكتمل المشهد مع نفس ذكوري واضح، من خلال التعليق على أجسام وأجزاء من أجساد المتباريات، وانهاها مع ضيفه المغني السوري حازم الصدّير، من خلال سلسلة تعليقات على بعض المغنيات، ولم يخل الأمر من تمرير عبارات وإيحاءات جنسية تتسم بالإبتذال.