منذ يومين، والحملة المنظمة ضد الزميلة جوي سليم، والناشط شربل خوري مستعرة، على خلفية كتابة الأخير منشوراً فايسبوكياً، يتحدث بلهجة ساخرة عن عجائب القديس شربل. وضمن التعليقات شاركت سليم كما بقية الأصدقاء الموجودين على صفحته. نكتة كان يمكن أن تمر بشكل عابر، لولا حملة مسعورة اتخذت من الفايسبوك ــــ الذي يحتضن مساحات واسعة من أشكال التعبير ومن ضمنها التهكمية، والساخرة والمنتقدة ــــ طريقاً للتحريض والهجوم. صحيح أن المنشور يعود الى خوري، لكن، بطبيعة الحال، صبت السهام مباشرة على الزميلة سليم كونها تعمل في «الأخبار». هكذا سلّطت الأضواء عليها وبدأت حملات التحريض وحفلات الوعيد الافتراضي، التي قادتها مجموعة من النشطاء الذين ينتمون الى حزب «القوات»، تضمنت شتائم وتهديداً بالقتل، ومستوى غير مسبوق من السوقية والذكورية، والإسفاف. حملات التحريض لم تقف عند العالم الإفتراضي، سرعان ما تلقفتها بعض المواقع الإلكترونية الصفراء على رأسها موقع «ليبانون ديبايت»، الذي عنون أمس «صحافية في جريدة «الاخبار» تهين مار شربل»، في إختزال واضح لهذه القضية التي حرّفت عن مسارها. في المضمون حديث عن المنشور المذكور، مع تحريف مضمون تعليق سليم، إذ ادعّى الموقع أنّه «تضمن إيحاءات جنسية»، وذكّر بأن زميلتنا بدأت العمل في «الأخبار» عام 2014. معلومة لا تفيد القراء لا من قريب ولا من بعيد. وامعاناً في إفتعال المزيد من التحريض والتأليب، استصرح «ليبانون ديبايت»، رئيس «المركز الكاثوليكي للإعلام»، عبدو أبو كسم، المعروف بمواقفه المتشددة دينياً. ابو كسم، ركزّ على سليم، واعتبر أنها «لا تحترم الأدبيات المهنية وتهين المقدسات الدينية». وختم بالقول: «بئس هذا الزمن الذي تكون فيه هذه الشابة تمتهن الصحافة». هكذا، انطلاقاً من منشور تهكمي كان يمكن أن يمرّ مرور الكرام كما غيره من المنشورات الإفتراضية اليومية على الموقع الأزرق، حيكت حملات تحريضية وهجومية طالت الكرامات ووصلت الى الشخصنة، واستخدمت فيها «الأخبار» من جديد كواجهة للإقتصاص والتجني، مع تسجيل غياب أصوات دأبت على «مناصرة الحريات» الفردية والشخصية، واليوم تغيب عن الساحة الإفتراضية لأسباب باتت معروفة.