بعيداً عن الاحتفاء الخليجي والتطبيل الحاصل أخيراً، بشأن العقوبات المالية التي فرضت من جديد على «حزب الله»، لا يبدو الوضع المحلّي بعيداً عن هذه الأجواء. فبعيد فرض الخزانة الأميركية ومعها «مجلس التعاون الخليجي»، عقوبات على قيادات من الحزب، جنّدت بعض وسائل الإعلام اللبنانية، أمس مقدّمات نشرات أخبارها للحديث عن الموضوع، وتأثيره على الداخل اللبناني، ولا سيّما قبيل بدء مرحلة الاستشارات النيابية الملزمة، وتشكيل الحكومة.هناك مَنْ استهزأ بهذا القرار، كقناة «الجديد»، التي رأت أن ما حصل لا يندرج سوى ضمن «تكرار هزلي لمسرحيات سبق لواشنطن أن فرضتها»، فيما غرقت lbci في سلسلة تساؤلات ركّزت على توقيت العقوبات، وماذا سيحصل مع الحزب كونه جزءاً من مجلس النواب.
غير أنّ أداء mtv بدا لافتاً. فإلى جانب مضمون مقدّمتها التهويلي الذي وضع الأمر بتصرّف رئيسَي الجمهورية والحكومة، نصحت «قناة المرّ» الحزب بأن تكون سياسته أكثر «ليناً». كما أنّ ما قدّمه آلان درغام ضمن نشرة الأخبار المسائية، تحت عنوان «حلفاء حزب الله والمتعاطفون معه تحت المجهر الأميركي، فهل من عقوبات عليهم؟»، يندرج ضمن السياق عينه.
شرح درغام العقوبات، وتالياً أسماء المستهدفين، ولم يتردّد في تكرار وصف الحزب بأنّه «جماعة إرهابية مدعومة من إيران»، كما لم يأخذ أي مسافة مهنية مع ضيفته من نيويورك، المسؤولة السابقة في «الخزانة الأميركية»، هغار شمالي، التي تلت السردية الأميركية بحرفيتها. وبعيد انتهاء اللقاء مع المسؤولة الأميركية، بشّرنا مراسل mtv بأنّ معلومات خاصة لمحطته تفيد بأنّ «الخناق سيشتدّ أكثر على إيران عبر حزب الله»، كما أنّ «مسوّدة جديدة من العقوبات تتحضر لتشمل كل شخص يتعاطف مع الحزب»!.