سيرة المناضل معروف سعد الغنية، لا يمكن اختصارها بساعة تلفزيونية. حاول القائمون على العمل، إعادة رسم سيرته، أكان مع أقرانه أو مع من ظل بقربهم حتى الرمق الأخير في حياته: الصيّادون.
عمل يستعرض حياته النضالية بدءاً من فلسطين إلى لحظة اغتياله عام 1975
يقص الشريط هذه السيرة، بدءاً من نضاله في فلسطين، وقتاله ضد الاحتلال الصهيوني (1948) في «المالكية»، واستقباله لاحقاً اللاجئين الفلسطينيين بعد «النكبة» في صيدا، مروراً بدخوله الندوة البرلمانية (1957)، وعمله كرئيس بلدية صيدا، ومفوض في الشرطة، وصراعه مع الرئيس الراحل كميل شمعون (1958)، وتعرّفه الى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وصولاً الى لحظة اغتياله، عشية اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (نيسان/ أبريل 1975). يتكئ الوثائقي على صور وفيديوات أرشيفية نادرة لسعد، أخذ بعضها من فيلم تسجيلي للمخرج صبحي سيف الدين بعنوان «معروف سعد» (1979)، وعلى بعض الغرافيكس (محمد حيدر)، الى جانب استضافة شخصيات عاصرته في ميادين مختلفة. سيستصرح الفيلم الصيادين الذين عاصروه، إضافة الى الفلسطيني صلاح صلاح، ونجله النائب السابق أسامة سعد، والوزير الأسبق عصام نعمان، بصفته عاصر المناضل الصيداوي، عندما كان نائباً. ولا شك في أن لحظة اغتياله ووقوعه بين عشرات الصيادين المعتصمين، كانت من أهم اللحظات التوثيقية في تاريخ لبنان. هنا ــ وكما تروي لنا صوان ــ سيلجأ الفيلم الى استذكار هذه اللحظة مع «عميد الصحافيين» في صيدا، نزيه نقوزي، المصّور الوحيد الذي وثّق للحظة الاغتيال عن طريق المصادفة. أثناء مواكبته للتظاهرة، بقيت في جعبة كاميرته 3 صور، واحدة منها كانت لهذه اللحظة الأليمة في تاريخ لبنان وصيدا.
من المعروف عن الإعلام اللبناني عدم اكتراثه بتتبع وسرد سير رجالات وقامات مقاومة، وهذه إحدى الثغر التي يعانيها في أدائه واستراتيجياته. لذا يعدّ اليوم «ثائر الأرض والبحر»، من المواد التلفزيونية الهامة، التي تضيء على سير العظماء، ومن ضمنها معروف سعد، الذي يستذكره اللبنانيون والصيداويون خاصة. فكل عام. يسيرون بمراكبهم في البحر، ويتجمهرون على الأرض، كما سار معروف سعد قبل اغتياله. واليوم تحتضن سيرته قناة «المنار» لتكسر كل ما هو مكرّس في منظومة الإعلام اللبناني.
«ثائر الأرض والبحر»: اليوم 21:40 على «المنار»