قبل أسابيع، اندلع نقاش في الجرائد قبل أن يمتد إلى التلفزيون والشارع يخص الهوية اللغوية المغربية. ودعت خلاصات ملتقى حول أزمة التعليم ضم أكاديميين وفاعلين من المجتمع المدني إلى تلقين المواد باللغة المغربية الدارجة في المدارس الابتدائية. بعدها، انطلقت سجالات بين مدافعين عن الطرح ومنتقدين له، مما دفع المفكر عبد الله العروي إلى الخروج من عزلته الطويلة ليقدّم حواراً حول الموضوع لجريدة «الأحداث». سجال العربية لم يقابله إلا سجال جاء من الجارة الجزائر، كان عنوانه حصول الشاب خالد، ملك الراي على الجنسية المغربية، مما أثار الكثير من القيل والقال ووصل الأمر بـ«الإخوة الأعداء» إلى اتهام خالد بالخيانة. موسيقياً دوماً، كانت السنة فأل خير على الموسيقى البديلة. عاد مهرجان «البولفار» بعد غياب سنتين، ونظم معارض «كوميكس» تعكس الثقافة الحضرية. وإن كانت المهرجانات الصغيرة تعاني الأمرين للحصول على دعم، فإن مهرجان «موازين» يبدو بعافية جيدة. المهرجان الضخم بكل المقاييس استدعى نخبة من الموسيقيين العالميين والعرب. الموسيقى فقدت هذه السنة اثنين من نجومها هما محمد السلاوي، ونجم الموسيقى الشعبية بوشعيب البيضاوي الذي قتل في بيته في ما يبدو عملية سطو.
وهذا العام، قدم المخرجون قدموا أعمالاً دعمها «المركز السينمائي المغربي» الذي يرأسه نور الدين الصايل. منذ توليه دفة المؤسسة الرسمية، أسهم الصايل في تحسين الفضاء العام للسينما المغربية ودخل في صراع ناعم مع الوزارة الوصية التي يوجد على رأسها وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي الذي ينتمي إلى «حزب العدالة والتنمية» الإسلامي. مع ذلك، انخرطت الوزارة والمركز في تحديث الصالات ودعم الإنتاجات . هكذا، نال نور الدين الخماري دعماً لانجاز فيلمه الثالث في ثلاثية الدار البيضاء بعد «كازانيغرا» و«الزيرو»، إضافة إلى فوزي بنسعيدي، أحد أبرز ممثلي الجيل الجديد من المخرجين المغاربة وهشام العسري الذي طُرح فيلمه «هم الكلاب» في الصالات. اللجنة منحت دعمها لـ 20 فيلماً أخرى وكانت السنة الثقافية المغربية سنة السينما. لكن الأخيرة فقدت ثلاثة ممثلين هم محمد الحبشي، بطل فيلم «حلاق درب الفقراء» و«السراب» وهما فيلمان من أهم الأعمال في تاريخ السينما المغربية، ومحمد بنبراهيم ذو الأصول البدوية الذي استطاع أن يرسم الابتسامة على وجوه ملايين المغاربة بأدواره الكوميدية. وخسرت السينما حميدو بنمسعود الذي امتدت نجوميته إلى هوليوود. الشعر أيضاً فقد محمد الصباغ، والقصة المصوّرة عبد العزيز مريد، والتشكيل محمد شبعة الذي يعتبر من مؤسسي التشكيل المغربي الحديث، وخسرت الفلسفة سالم يفوت الذي ترجم وألّف ودرّس أمّ العلوم.