القاهرة | قبل أن يتسلم «جائزة الأمير كلاوس» الهولندية يوم الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) في احتفال رسمي في القصر الملكي في أمستردام، ترجّل أحمد فؤاد نجم أمس عن عمر يناهز 84 عاماً. طوال مشوار حياته، عرف «عم نجم» بمعارضته للسلطات التي تعاقبت عليه، ورفضه لها، منذ ديوانه الأول «صور من الحياة والسجن». ورغم تقديره للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي وصفه بـ«أمير الفقراء المصريين»، إلا أنّه انتقده مراراً، وخصوصاً بعد النكسة، وسخر من انسحاب الجيش المصري في قصيدة «الحمدلله خبطنا تحت بطاطنا»، وسخر أيضاً من شعارات المرحلة التي فُرِّغت من مضامينها كـ«لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». بعد وفاة عبد الناصر، كتب قصيدة رثاء بعنوان «زيارة إلى ضريح عبد الناصر» يقول في مقدمتها «السكة مفروشة تيجان الفل والنرجس/ والقبة صهوة فرس عليها الخضر بيبرجس/ والمشربية عرايس بتبكة والبكة مشروع/ من دا اللة نايم وساكت/ والسكات مسموع/ سيدنا الحسين؟/ ولا صلاح الدين ولا النبي/ ولا الإمام؟/ دستور يا حراس المقام ولا الكلام بالشكل دا ممنوع؟/ على العموم/ أنا مش ضليع في علوم الانضباط» ليؤكد أن الخلاف مع «ناصر» لم يكن على المبادئ بقدر ما كان على طريقة الحكم وأساليبه.
بالطبع، علاقة نجم بالرئيس المصري الراحل أنور السادات كانت أسوأ من من سابقه. هاجم «الفاجومي» السادات في الكثير من قصائده التي غناها الشيخ إمام عيسى، منها «ريسنا يا أنور» التي قال فيها: «إحنا معاك يا أبو لمعة يا قمعة، ياللي خربت بلادنا ف جمعة، إحنا معاك مهما تغلبنا، نجري وراك ونبيع مبادئنا»، ساخراً من جيهان السادات «إحنا معاك يا بطل مغوار، شوفنا الست ف خط النار، بكره الحلوة تقابل وزرا، وانت يا ريس تعمل زار». وفي أحد البرامج الحوارية، وصف نجم السادات بـ«الخائن» ولا تجوز عليه «الرحمة، لأنّه ضيع مصر بالتحالف مع العدو الصهيوني». وكان للرئيس المخلوع حسني مبارك نصيب أيضاً من هجاء نجم له ولعائلته. أثناء فترة حكم المخلوع، قال نجم إنّ «مبارك استطاع أن يحبس مصر»، مؤكداً أنه يقود الفساد. وبعد اشتعال «ثورة يناير» ونزوله إلى الميادين متأبطاً ابنته الناشطة نوارة نجم، انتقد إدارة المجلس العسكري إبان حكم المشير حسين طنطاوي، مطالباً بمحاكمة المجلس بأكمله بعد حادث تعرية الفتيات في ميدان التحرير والمعروفة إعلامياً بـ«ست البنات»، قائلاً بالحرف: «ارجعوا لثكناتكم، ودعوا الثورة المصرية، واللي هيجي جنب الثورة هنطلع دين أمو». بينما وصف الفريق أول وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قائلاً: «قولت ده عبد الناصر الثاني، وواضح إنه فلاح مصري عارف إبليس مخبي ابنه فين». أما الإخوان، فلم يسلموا بالطبع من هجوم الشاعر الشعبي الذي كان أحد المنادين بالخروج في تظاهرات «30 يونيو» لإسقاط نظام الجماعة، واصفاً الرئيس المعزول محمد مرسي بأنّه «غلبان ويصعب على الكافر». وجاءت آخر تغريدات الشاعر الراحل عبر حسابه على تويتر، ساخرة من جماعة الإخوان قائلاً: «ابقوا قولوا للإخوان تصوّت ع الدستور بنعم عشان يدخلوا الجنة».