«ناغيما» (2013 ــ 12/11 متروبوليس) للكازاخستانية زهانا إيسابايفا هو الفيلم التي سيفتتح به المهرجان. يتناول العمل قصة صديقتين تترعرعان في دار للأيتام في كازاخستان وتصارعان بعد خروجهما للتأقلم مع العالم الخارجي الذي لا يعترف حتى بوجودهما. في الضواحي الفقيرة، تصور المخرجة إيقاع حياة مهمشة تحتضر بصمت في هذه الغرفة الصغيرة حيث تسكن ناغيما مع صديقتها الحامل آنيا التي تتدهور حالتها.
بعد موت آنيا أثناء ولادة طفلتها، يكون رابط الحب الوحيد المتبقي الذي يصل ناغيما بالحياة هو ابنة صديقتها التي تخطفها من المستشفى بعد رفض طلبها بالتبني. النهاية القاسية التي تضعها المخرجة، تبتعد بأسلوبها من بقية الفيلم الذي يصوّر الألم الصامت بلغته السينمائية المبتكرة وإيقاعه الذي يجسد الوقت المعلق وتحرك الشخصيات ضمن الأمكنة التي تصطدم بفراغاتها وخلوها من الحياة حيث الكاميرا هي دائماً مواربة من خلال الزوايا الاستثنائية التي ترصدها. المسافة التي تأخذها من الشخصيات ترصد ألم التهميش والاستبعاد. وتتواصل الأفلام الروائية الطويلة من كازاخستان أيضاً مع فيلم «المالكون» (2013 ـ 13/11 متروبوليس) لأدليخان يرزانوف. هنا، يصارع ثلاثة أخوة للحفاظ على منزلهم ضمن أسلوب الكوميديا السوداء، بينما نشاهد أيضاً فيلم «إيلو إيلو» (2013 15/11 متروبوليس) لأنطوني شن (سنغافورة) الحائز جائزة الكاميرا الذهبية في «مهرجان كان» وجائزة أفضل فيلم ضمن فئة المهر الآسيوي الأفريقي في «مهرجان دبي».
يعرض «قصص» لرخشان
بني اعتماد الذي حاز جوائز عدة في المهرجانات

الشريط يصور عائلة تعيش في سنغافورة أثناء الأزمة الاقتصادية الآسيوية عام 1997 والتفاعل بين الابن والخادمة الآتية من الفيلبين. ويعرض أيضاً «ماري سعيدة، ماري سعيدة» (2013 17/11 متروبوليس) لنوابول ثمنروغراتنريت (تايلاند) الذي يصور حياة المراهقة ماري بأسلوب تجريبي تستكشف فيه المخرجة شبكات التواصل الاجتماعي كعنصر في السرد السينمائي. ومن الأفلام البارزة التي ستعرض في المهرجان، «قصص» (2014 ـ 16/11 متروبوليس) للمخرجة الإيرانية المعروفة رخشان بني اعتماد الذي حاز جائزة الأسد الذهبي في «مهرجان البندقية» لأفضل سيناريو. الشريط الذي تعود به المخرجة إلى الدراما بعد سلسلة أفلام وثائقية يروي مجموعة مختلفة من القصص، أبطالها شخصيات تترابط مصائرها بطريقة أو بأخرى. عبر تفاصيل صغيرة، تتوغل المخرجة في وضع المرأة الإيرانية والعلاقة بين الجنسين. الحوار الاستثنائي وغير التقليدي هو نقطة قوة الفيلم الذي تديره رخشان بني اعتماد بحرفة وتفكك من خلاله الشخصيات التي تنكشف لنا تدريجاً وعلاقاتها ببعضها بعضاً. أما فيلم بنيتو زامبرانو «الصوت النائم» (2011 ـ 14/11 «غراند سينما»، صيدا) المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه لدولشي شاكون ورشِّح لتسع جوائز «غويا»، فيصوّر نضال النساء في إسبانيا قبل انتهاء الحرب الأهلية ضد ديكتاتورية فرانكو من خلال علاقة أختين. الأولى حامل في السجن بتهمة الشيوعية تنتظر كغيرها من السجينات حكم الإعدام رمياً بالرصاص، في حين أنّ أختها الثانية التي لا خبرة لها في النضال السياسي، تصل إلى مدريد لمساعدة أختها وتجد نفسها فجأة في قلب الصراع القائم. لعل الزاوية الاستثنائية التي تميز الشريط أنه يتناول هذه الفترة من تاريخ إسبانيا من خلال وجهة نظر النساء ونضالهن بأسلوب يبتعد من الكليشيه. السينما الجزائرية حاضرة أيضاً في المهرجان عبر فيلمين هما «لوبيا حمرا» (2013 ـ 16/11 متروبوليس) لناريمان ماري. في فيلمها الطويل الأول، تتناول المخرجة حرب التحرير الجزائرية بأسلوب تجريبي يمزج بين المسرح والسينما ويصور قصة أطفال يلعبون على الشاطئ. من خلال تساؤلاتهم البسيطة، تفكك مفهوم الاحتلال وولادة العنف من النقمة التي قد تتولد من تفاصيل صغيرة. أما «ثورة الزنج» (2013 ــ 16/11 «مسرح اسطنبولي» بحضور المخرج) للمخرج المعروف طارق تقية بالتعاون مع اللبناني غسان سلهب، فيعود إلى ثورة الزنج في البصرة (869-883 م) التي قامت في عهد الدولة العباسية. من خلالها، يحاول الصحافي ابن بطولة بطل الفيلم (الممثل فتحي غارس) أن يفهم وضع المنطقة العربية اليوم من خلال المحطات التي يتوقف عندها ومنها بيروت بحثاً عن شرارة الثورات التي اندلعت في ما بعد.