في بداية شهر أيار (مايو) الماضي، أزاحت «كليّة العمارة والتصميم» في «الجامعة اللبنانية الأميركية» الستار عن «معهد الفن العربي» (IAAW) المعني بدعم وتشجيع ودراسة الفنّ اللبناني والعربي والعالمي والترويج له على مستويات عدّة، والذي يقدّم نفسه كمنصة لـ «الحوار حول قضايا الفنّ وتحدّياته». منذ أيلول (سبتمبر) الماضي وقبل الانطلاقة الرسمية، تشغل مديرة قسم التصميم في «الجامعة اللبنانية الأميركية»، ياسمين نشّابة طعّان، منصب مديرة المعهد الذي تؤكّد لـ «الأخبار» أنّ مهمّته تتمثّل في تعزيز الأبحاث المتعددة حول الإنتاج الفني والممارسات التنظيمية التي تعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ومن بين أهدافه أيضاً: «تطوير أرشيف للأنشطة الفنية التي تُعيد تعريف دور الفن في العالم العربي وكيفية ارتباطه بالحداثة كما يعرفها الغرب، وآلية تفاعل هذا الفن العربي في ظل الظروف التاريخية والخطاب السياسي المتفاعل في ما يتعلق بالصراعات السياسية والأوبئة والبيئة والقضايا العالمية الأخرى». إطلاق حوار بين المهتمين بالفن عالمياً ومحلياً والفنانين على المستويات كافة عن طريق أنشطة منوّعة ودراسات الجندرة ومرحلة ما بعد الاستعمار، يصبّ أيضاً ضمن أولوليّات المعهد. وفي سبيل تحقيق هذه الغايات وغيرها، يرمي «معهد الفن العربي» إلى التعاون مع «كلّ المؤسسات والهيئات المعنية». وعلى جدول أعماله في المرحلة المقبلة أنشطة كثيرة، من بينها بودكاست (مدوّنة صوتية) ومواعيد تتمحور حول الفن والعمارة والتصميم للاحتفال بمئوية الـ LAU وخمسينية «المعهد العربي للمرأة» (منها نشر الجزء الثاني من كتاب هيلين خال «الفنانات النساء في لبنان» الصادر في عام 1982)، فضلاً عن إقامة معرض لإلقاء الضوء على النحاتة والرسامة اللبنانية الراحلة سلوى رضوى شقير (1916 ــ 2017)، وندوة حول إنهاء استعمار تاريخ التصميم في المنطقة، ومعرض للفنانات والمصمّمات في العالم العربي...
يغصّ جدول الأعمال بالأنشطة، من بينها بودكاست وندوات ومعارض وكتاب


إلى جانب أهميّته الواضحة على مستويات عدّة، يكتسب المعهد أهمية كبرى لياسمين نشّابة طعّان على الصعيد الشخصي. «يهمّني الموضوع كثيراً لأنّني أدرّس تاريخ التصميم والفنّ في العالم العربي. في هذه الصفوف، أسأل دائماً: لمَ عليّ الاستعانة بالكتب الكلاسيكية التي يستند إليها الأكاديميون في الغرب بينما تمتلك حضارتي العربية والتصميم في العالم العربي تاريخاً طويلاً وعريقاً»، وتضيف: «لا نستند إلى كتب تتناول منطقتنا، فلماذا ندرّس بهذه الطريقة؟». وتتابع: «الموضوع ينسحب على الفنّ أيضاً. هناك كتب كثيرة عن الفنانين العرب لكن لا كتابة نقدية تتناول الفنّ والتصميم العربيَّيْن. ما أفعله في الصف هو باختصار التخلّص من كولونيالية فكرة الاعتماد على المصادر الأجنبية واعتبار ثقافتنا ثانوية. ياسمين التي يملؤها الحماس للعمل في إطار المعهد الجديد الذي تأمّل أن تحقق تغييراً ما من خلاله، تشدّد في الوقت نفسه على أنّ «الفنّ مهمّ جداً في حياتنا، ودراسته في مجتمعنا كذلك».