افتتحت مساء أمس الدورة الثانية والعشرون لـ «أيام قرطاج المسرحية» تحت شعار «المسرح زمن الازمات» بعد غياب العام الماضي. ورغم موجة البرد الشديدة والمطر، استعاد شارع الحبيب بورقيبة القلب النابض للعاصمة، حيويّته بعروض الشارع التي تابعها جمهور غفير أبدى تعطشاً لمتابعة عروض مسرحية في الشارع بعد حوالي عامين من توقف النشاط الثقافي بسبب كوفيد 19 الذي حصد أرواح حوالي 26 ألفاً من التونسيين. عروض المسرح التي قدّمها مسرحيون شباب من محافظتي قفصة والقصرين في الوسط الغربي التونسي عبّرت عن مناخ الخيبة والاحباط بعد 11 عاماً من الحلم بـ «الثورة»، بخاصة أنّ هذه المنطقة تعد من أكثر المناطق التونسية فقراً وتهميشاً، ومنها انطلقت الشرارة الأولى التي أسقطت النظام السابق، لتدخل تونس في نفق حكم الاسلاميين.
خلال الافتتاح الذي احتضنته مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وسط العاصمة، أكدت وزيرة الثقافة الجديدة حياة قطاط أن هذا المسرح سيبقى فعل مقاومة دفاعاً عن الحرية، وقد ظلت «أيام قرطاج المسرحية» التي تأسست في 1983وكانت علامة فارقة في مسار المسرح العربي والأفريقي.
وتم تكريم عدد من المسرحيين التونسيين والعرب والأفارقة. وستحتفي الدورة بالمسرح المصري في مناسبة «سنة الثقافة التونسية المصرية». وسيخصص يوم كامل لمصر خلال المهرجان مع حضور النجمين سميحة أيوب وأحمد بدير.
ويتضمن المهرجان مجموعة من الأقسام وهي المسابقة الرسمية التي تضمّ 14 عملاً منها ثمانية أعمال عربية وخمسة أفريقية وثلاثة تونسية، وقسم «مسرح الحرية» المخصّص لإنتاج الورشات المسرحية في السجون ويضمّ 14 مسرحية. وهناك قسم «نظرة على المسرح التونسي»، و«تعبيرات مسرحية في المهجر»، و«مسرح العالم»، و«مسرح الطفل والشارع»، و«مسرح الهواية».
وتشارك سوريا في المسابقة الرسمية بمسرحية «كاستينغ» (إنتاج المسرح القومي السوري ــ اخراج سامر محمد اسماعيل)، ومسرحية «المنديل» (اخراج بسّام حميدي ـــ إنتاج الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون). أما فلسطين، فتحضر بمسرحية «كوفية صنعت في الصين» (إخراج أحمد طوباسي ــ إنتاج «مسرح الحرية») في حين تحضر الأردن بمسرحية «خط التماس» (انتاج المسرح الحر ــ إخراج فراس المصري). وتنافس الجزائر بمسرحية «غصة عبور» (انتاج المسرح الجهوي باتنة). ومن الخليج العربي، تحضر السعودية في المسابقة الرسمية بمسرحية «السقوط» (اخراج محمد جميل عسيري). ويحضر المسرح القومي المصري بمسرحية «ليلتكم سعيدة» (اخراج خالد جلال). وتعرض ليبيا «الموقوف 80» للمسرح الوطني الليبي. وللمرة الأولى، تشارك موريتانيا بمسرحية «الترياق الأزرق» (إخراج سلي عبد الفتاح) في حين يغيب لبنان عن المهرجان بعدما كان المسرح اللبناني حاضرا باستمرار!
وستعرض خلال الأيام مئة مسرحية موزعة بين فضاءات العاصمة بعد التخلي عن العروض في المحافظات.