‏أنا شاعرٌ مِنْ بُرجِ حَرْبي أُلَوِّحُ‏لقطرَةِ ماءٍ في المداراتِ تسبَحُ
‏وأنتِ تُرابٌ ساكنٌ في مكانهِ
مُصِرٌّ على عاداتهِ.. ليسَ يبرَحُ
‏غريبانِ..حتى لا غَرَابةَ بينَنا
‏فماذا تُراني يا صديقةُ أَشرَحُ؟
■ ■ ■
غريبانِ لا جدوى لقَولٍ أصُوغُهُ
لكي تُعجَبي ممّا منَ القلبِ يلْفَحُ
كأنكِ أُذْنٌ.. فارَقَت نغَماتِها
وأمسَت على نَوِّ الكآبةِ تفرَحُ
وذاكَ البُرودُ الصّلْبُ كيف أَهُزُّهُ
وتحت جدارِ الطينِ والشّوكِ يرزَحُ

صياحُ غزالاتِ بجِسْمكِ هادرٌ
تَلُفّينَهُ بالعِنْدِ، والعِنْدُ يَذبحُ
ويَكسُوكِ خَوفٌ مِنْ عيونكِ صاعدٌ
إلى حدّ أنّ العينَ بالخوفِ تنزَحُ

أحاولُ أن أُعطيكِ عُذراً مُخَفِّفاً
أُعينُ بهِ نفسي عليكِ.. وأطمَحُ

ولكنّني أهْوي صريعاً مُخضَّباً
بأسئلةٍ تُخفي الذي هيَ تَفضَحُ!
■ ■ ■
تَمُرّينَ في مَدْحي ورَدْحي.. خجولةً
و قَولةُ «شكراً» ليس إلّا تُصَرِّحُ

وتمضينَ خلفَ المُفرداتِ ووَقْعِها
وحَرفٌ فحَرْفٌ… يُنتَقَى ويُنَقَّحُ

وأمضي أُفَلّي السَّطْرَ والنَّفَسَ الذي
وَراهُ.. فيبدو لي ضبابٌ مُجَنَّحُ

وتسطَعُ من خلفِ المحيطاتِ ضِحْكَةٌ
تدقُّ على أوتارِ صدري وتَفتَحُُ

ولكنّ شيئاً ما يُسَوِّيكِ مثلما
غريق.. يُحِسُّ المَوجِ بالمَوجِ يَقدَحُ

أُكَذِّبُ أفكاري لَعلِّيَ مُخطيءٌ
وأُدركُ أني في التفاسيرِ أجمَحُ

كأني بمَنْ: عاشت وماتت.. وأُرْجِعَتْ
وتخشى عن الماضي الذي مَرّ تُفصِحُ

أقولُ لها صَبري تهَدّمَ صَبرُهُ
فتحسَبُني، منْ فَرْطِ حُمّايَ، أمزَحُ

مُكَلّلةٌ بالشمسِ.. مخبوءَةٌ.. فلا
تُبِيْنُ سوى ما غامض الصمتِ يسمحُ

وفي صوتها المسْحورِ رَجْفَةُ طفلَةٍ
تشُدُّ نِياطَ القلبِ مني.. فأصْدَحُ

وساقانِ مِنْ خمرٍ أمُدُّ لها يداً
فيَحضُرُ جِنّيُّ الحِراسَةِ يكبَحُ

وقامَتُها عزفُ الملائك عندما
برَهبَةِ موسيقى.. يُغنَّى المُوَشَّحُ

تعبتُ أنا منها؟ تعبتُ…وليس لي
خلاصٌ سوى في خَطفِها حيثُ أَلْمَحُ

فأحملُها مِنْ تحتِ كلّ جِهاتِها
لتَغفو.. وتصحو..تنثَني.. تتأرْجحُ
■ ■ ■
وفوقَ بِساطِ الريحِ تنسى كُسُوفَها
وبالشِّعْرِ ناريِّ الغِوى.. تترنَّحُ

وأُدْخلُها في مَذبَحِ الحبّ ساعةً
.. ويعلَمُ ربّي ما سيَشَهَدُ.. مَذبَحُ