أُعلن أخيراً عن تحويل ظروف ورحلة إخراج فيلم «التانغو الأخير في باريس» (1972) للمخرج الإيطالي برناندو بيرتولوتشي إلى مسلسل تلفزيوني من إنتاج استديو CBS وStampede Venrtures. الفيلم الدرامي الإيروتيكي الذي أدّى بطولته كلّ من الأميركي مارلون براندو والممثّلة الفرنسيّة ماريا شنايدر، أثار جدلاً واسعاً قبل أعوام، حين نشرت مجلّة Elle تسجيلاً مصوّراً لبيرتولوتشي يؤكّد فيه أن ماريا شنايدر لم تكن تعلم بمشهد الاغتصاب في الفيلم. أمر ولّد ردود أفعال نسوية منتقدة لبيرتولوتشي وبراندو على السواء، مع دعوات إلى قراءة الفيلم بطريقة مختلفة، خصوصاً أنه يتضمّن مشهداً حقيقياً لاغتصاب شابّة بعمر التاسعة عشر من قبل براندو. هكذا سيخوض المسلسل في جوانب عدّة من الفيلم الذي حقّق أرباحاً تقدّر بقيمة 186 مليون دولار. إذ سينطلق من زيارة برتولوتشي إلى لوس أنجلوس للقاء براندو وإطلاعه على دوره في الفيلم الجديد، كما سيتنقّل المسلسل بين أميركا وإيطاليا وفرنسا، طوال مدة 18 شهر تراوح بين فترة انطلاق العمل على الفيلم ورحلة تصويره وصولاً إلى الجوائز والأرباح وردود الأفعال التي تلت عرضه. وقد كتب السيناريو كل من جيرمي ميلر ودانيال كوهن، فيما ستخرجه السويسرية ليزا برولمان بمساعدة المخرج البرازيلي خوسيه باديلا. على أن يتناول مواضيع عدّة منها أخلاقيات الفن في السينما تحديداً، والشهرة، والهوية، والطموح الفني الهائل خلف العمل، بعدسة من شاركوا فيه، خصوصاً شنايدر التي ظلمت على كافّة الأصعدة. إذ رغم الأرباح الهائلة التي حقّقها الشريط، فإن شنايدر تقاضت أجراً لا يتجاوز أربعة آلاف دولار أميركي، فيما شكّل الفيلم تجربة أليمة في حياتها، قادتها إلى الانهيار العصبي والإدمان.
وقد عبّرت برولمان عن حماستها لإخراج المسلسل حول أشهر الأعمال في تاريخ السينما، ونجومه، خصوصاً لناحية «إمكانية منح شنايدر صوتها»، عبر رؤية الأحداث من وجهة نظرها. أما باديلا فقد اختصر العمل المنتظر بأنه «يحكي قصة رجلين قاما باستغلال شابّة يافعة لم تكن تملك الخبرة الكافية حينها، لم يفعلا ذلك من أجل الجنس، بل من أجل الفن فحسب».