جاءت فكرة شريط «غزّة» (90 د ــ 2019) من صور التقطها المصوّر الإيرلندي أندرو ماكونيل في قطاع غزّة لنادي ركوب الأمواج وأعضائه هناك، سنة 2011. في الشريط الذي أنجزه ماكونيل مع المخرج غاري كين، يتنقّل الثنائي في قطاع غزّة، يجولان على الناس وسكان القطاع وقصصهم المحاصرة. في هذا السجن الكبير الذي سدّ الاحتلال منافذه منذ سنة 2007، وقبلها مع انتفاضة 1991، يلتقط المخرجان ملامح الحياة اليومية الاستثنائية، بتتبعهم حيوات مجموعة من الشخصيات التي تسعى رغم كل الظروف إلى البحث عن سبل لتخطي الواقع الشاقّ في القطاع. هكذا ينقّب الفيلم التسجيلي عن ملامح الحياة في غزّة وبحرها في يوميات الصيادين والموسيقيين والعمال. يعرّفنا العمل إلى عازفة تشيللو، وإلى صياد صغير، وإلى سائق أجرة يبدّد الوقت في سيارته منتظراً خروج ابنه المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي. بعيداً عن صور الدمار والقتل في نشرات الأخبار، التي تجدّدت في الحرب الأخيرة على غزّة في أيار (مايو) الفائت، يتقصّد المخرجان تظهير غزّة في كادرات مقرّبة على التجارب الفرديّة لأبنائها. هذا الفيلم الذي عرض في مهرجانات محليّة في السابق، سيعرض استثنائياً على المنصّة الافتراضية لمهرجان «كرامة لأفلام حقوق الإنسان» ليومين خلال الشهر الحالي. ابتداء من العاشرة من صباح الجمعة 6 آب (أغسطس) وحتى العاشرة من صباح الأحد في الثامن من الشهر نفسه، على أن يكون العرض متاحاً للمشاهدين ضمن العالم العربي.