انطفأت صباح اليوم الممثّلة اللبنانية رينيه الديك (1943 – 2021) بعد سنوات من المرض، وبعدما تدهور وضعها الصحي الصيف الماضي حيث كانت تقبع في دار للمسنين في منطقة جبيل. الممثلّة الراحلة التي تألّقت في العصر الذهبي للمسرح في بيروت الستينيات وتركت تجارب تلفزيونية وسينمائية لا تنسى، عانت في السنوات الأخيرة من إهمال الدولة، ونقابة الفنانين اللبنانيين. كان عليها أن تواجه، لسنوات طويلة، أزماتها الصحيّة بمفردها كغيرها من الفنانين والممثلين اللبنانيين الذين قضوا بظروف مهمّشة مثل الراحلتين ليلى كرم وأماليا أبي صالح.بدأت الديك تجربتها المسرحية بداية العشرينيات من عمرها، حيث دشّنت مشوارها في وقت كان فيها المسرح اللبناني يزدحم بتجارب مختلفة لمنير أبو الدبس وروجيه عساف ونضال الأشقر ولطيفة وأنطوان ملتقى وآخرين. سنة 1963، دشّنت تجربتها المسرحية مع فرقة «المسرح الحديث» مع منير أبو الدبس. إذ قدّمت دورها الأوّل «امرأة من آرغوس» في مسرحية «الذباب» لجان بول سارتر (إخراج منير أبو دبس). بعدها، أدّت أدواراً عدّة على الخشبة منها «ناردين» في «الإزميل» للكاتب أنطوان معلوف، و«الممرضة مونيكا» في «علماء الفيزيا» إلى جانب أنطوان كرباج في الستينيات، وشاركت في «فيلم أميركي طويل» لزياد الرحباني.
وبعيداً عن لبنان، عملت في المسرح التونسي لفترة من الزمن حيث أدّت «السيدة» في «الخادمتان» لجان جينيه، في نسخة أخرجها التونسي الراحل عبد الرزّاق الزعزاز، قبل أن تقدّم الدور مجدّداً في المسرحية التي أخرجها جواد الأسدي سنة 1994.
لا يقتصر حضور ديك مسرحياً على الخشبة فحسب، إذ خاضت أهمّ المعارك المتعلّقة بالمسرح اللبناني، منها مشاركتها بما عرف بثورة الفنانين سنة 1965، والإضراب الذي خاضوه من أجل إعلان افتتاح قسم المسرح في الجامعة اللبنانيّة سنة 1965، إلى جانب فنانين آخرين مثل أنطوان كرباج، وميشال نبعة، وأنطوان ولطيفة ملتقى... كما خاضت المجال الأكاديمي، بتدريسها المسرح لسنوات طويلة منذ 1976 في «الجامعة اللبنانية الأميركية».
فضلاً عن عملها في الدراما التلفزيونية اللبنانية، رغم إقصائها عن أدوار البطولة، شاركت في تجارب سينمائية عدّة منها أفلام المخرجة اللبنانية الراحلة جوسلين صعب مثل «حياة معلّقة» (1985)، و«كان يا مكان بيروت» (1994)، وشريطي «متحضّرات» (1998) و«طيارة من ورق» (2003) لرندا الشهّال.