تضرر القطاع الثقافي والإبداعي في أوروبا بشدة من أزمة فيروس كورونا أكثر من أي صناعة أخرى باستثناء الطيران، وفقاً لدراسة تدعو إلى استثمارات عامة وخاصة كبيرة للتحذير من احتمال حدوث أضرار طويلة الأجل لا يمكن إصلاحها.وبحسب التقرير الذي نقلت مضمونه صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، تراجعت الإيرادات في القطاع ــ الذي يشمل التلفزيون والسينما والراديو والموسيقى والنشر وألعاب الفيديو والفنون المسرحية والبصرية ــ بنسبة 31.2 في المئة في العام الماضي مقارنةً بعام 2019، مسجلاً ضراراً أكبر من السياحة التي فقدت 27 في المئة من دخلها.
وحدها صناعة الطيران، حيث انخفضت الإيرادات بنسبة 31.4 في المئة، عانت أكثر، كما يقول القائمون على التقرير الذي أُعدّ بتكليف من منظمات حقوق المؤلفين والمبدعين في الاتحاد الأوروبي، ومن المقرر تقديمه إلى المفوضية الأوروبية اليوم الثلاثاء.
وفي ضوء هذه الأرقام، قال رائد الموسيقى الإلكترونية الفرنسي جان ميشال جار، الذي سيسلم الدراسة، إنّه «أصبحت الثقافة مورداً نادراً في أوروبا اليوم... نحن نتعلم بالطريقة الصعبة القيمة الأساسية حقاً للفن في مجتمعنا».
من ناحيته، أكّد منسق الدراسة، مارك ليرميت، أنّ «ما رأيناه منذ ذلك الحين، هو العواقب المأساوية لإغلاق آلاف الأماكن فعلياً... كانت الثقافة هي أول قطاع يعلق معظم أنشطته، ومن المحتمل أن يكون آخر قطاع يستأنف نشاطه من دون قيود». وتابع: «تبعات كوفيد ــ 19 كانت ملموسة في جميع أنحاء القطاع، حيث تراجعت الإيرادات بنسبة 90 في المئة في الفنون المسرحية، و76 في المئة في صناعة الموسيقى. كما شهدت الفنون المرئية والكتب والصحافة والأفلام والتلفزيون تراجعاً تراوح بين 20 و 40 في المئة، بينما صمدت ألعاب الفيديو فقط ــ التي ارتفع حجم مبيعاتها بنسبة 9في المئة».