رحل أمس، أحد أشهر وجوه الأدب الجاسوسي في العالم البريطاني جون لو كاريه (1931 – 2020) بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد دام لفترة قصيرة ونال منه عن 89 عاماً في إحدى مستشفيات بريطانيا. الديبلوماسي السابق والروائي البريطاني، كتب في رواياته عن مرحلة الحرب الباردة وجواسيسها، حيث شكّلت أعماله سجلاً مفصّلاً عن تلك الحقبة من خلال قصص جواسيسها. وقد نعاه عدد من الكتاب على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الروائي الأميركي ستيفن كينغ والروائية الكندية مارغريت آتوود التي وصفت رواياته بأنها مدخلاً أساسياً لفهم التحوّلات السياسية في منتصف القرن العشرين. ولد الروائي البريطاني تحت اسم ديفيد كورنويل، واختار جون لو كاريه اسماً أدبياً له بعدما حقّق شهرة عالميّة إثر صدور روايته الثالثة «الجاسوس الآتي من البرد» (1964) أي بعد ثلاث سنوات على صدور روايته الأولى Call for the Dead التي لم تنل الشهرة التي نالها ثالث أعماله. علماً أن لو كاريه كتب «الجاسوس الآتي من البرد» عندما كان يعمل كديبلوماسي في سفارة بريطانيا في بون الألمانية.
في الخمسينيات، كان بدأ لو كاريه التعاون مع المخابرات للتجسّس على الطلبة اليساريين، لكن حياته المهنية كجاسوس انتهت بعدما وشى به العميل المزدوج كيم فيلبي إلى جهاز الاستخبارات السوفياتي، حيث اضطرّ لو كاريه حينها إلى تقديم استقالته من جهاز «أم آي 6»، والتفرّغ للكتابة.
انتقل لو كاريه بالأدب الجاسوسي إلى مستوى مختلف، إذ تخلّى عن الألق والرومانسية التي أضفيت على قصص جيمس بوند مثلاً، حيث أوغل في الوجه الحقيقي والقاتم للجواسيس الحقيقيين، وفي عملهم الروتيني بعيداً عن الإثارة والمغامرات.
في رصيده حوالي 26 رواية انتقلت إلى عشرات اللغات العالمية، بالإضافة إلى بعض القصص القصيرة، ومشاركته كممثل في بعض الأفلام. كما نالت رواياته حفاوة لدى القراء حول العالم، فقد انتقل بعضها إلى الشاشة الكبيرة، منذ روايته الثالثة «الجاسوس الآتي من البرد» التي أخرجها الأميركي مارتن ريت في شريط (1965) أدى بطولته الممثل ريتشارد بورتن، بالإضافة إلى 9 روايات أخرى انتقلت إلى الشاشة الكبيرة آخرها فيلم «خائننا اللطيف» الذي أخرجته البريطانية سوزانا وايت سنة 2016 عن رواية للو كاريه بالعنوان نفسه.