عن عمر 90 عاماً، توفي ألدو تامبليني، الفنان الأميركي ــ الإيطالي الرائد والمخرج السينمائي الذي كان مهووساً باللون الأسود، بسبب مضاعفات بعد خضوعه لعملية جراحية في إحدى مستشفيات كامبريدج في ماساتشوستس. سيُذكر الراحل أيضاً لتطوير ما أسماه الـ «إلكتروميديا»، وهي عبارة عن الجمع بين أشكال متعددة بما في ذلك الومضات والرقص والسينما والشعر وعرض الشرائح. تعليقاً على هذا النبأ، نقلت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية عن ستيوارت كومر، أمين متحف «متحف الفن الحديث» في نيويورك قوله إنّه «لقد فقدنا عملاقاً».وُلد تامبليني في سيراكيوز في نيويورك، لكنه نشأ في إيطاليا خلال فوضى الحرب العالمية الثانية. بعد عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ حياته الفنية كنحات ورسام، ودرس في كل من جامعتَيْ «سيراكيوز» و«نوتردام». لكنه كان بمثابة عنصر أساسي في المشهد الفني للجهة الشرقية السفلى (Lower East Side) في نيويورك خلال أوائل الستينيات من القرن الماضي، حيث بدأ في دفع الحدود، وقدم عروض وسائط متعددة غامرة كما افتتح صالات عرض في إيست فيليدج، أظهرت أعمال صانعي أفلام طليعيين، من بينها «كينيث آنغر» و«يايوي كوساما».
نشأ هوس تامبليني بالأسود من تجربته في الحرب ، حيث وجد نفسه مفتوناً بالجنود الأميركيين من أصل أفريقي، أو جنود بوفالو، الذين وصلوا لتحرير قريته الإيطالية، غوامو. في المانيفستو الذي أصدره عام 1967 بعنوان Black Is the Awareness of a New Reality (الأسود هو وعي لحقيقة جديدة)، كتب: «أرى الأسود بوضوح شديد كبداية لكل الأشياء ... كان هناك أسود قبل أن يكون هناك ضوء في الكون بأسره. يوجد أسود داخل الرحم قبل ولادة الطفل. الأسود ليس عكس الأبيض؛ إنها حالة من الوجود».
كان اللون سياسياً بالنسبة لتامبليني، الذي ربطه بحركة Black Power ونضالات الحقوق المدنية التي اندلعت في جميع أنحاء الولايات المتحدة. غالباً ما كانت طبيعة عمله المحمومة تتوافق مع الجو السياسي للعصر. كان يطلي اللون الأسود على الشرائح الزجاجية أو أشرطة السيلولويد، ثم يحرق أو يخدش أو يخترق الحلزونات على السطح. كانت الدوائر موضوعاً آخر متكرراً في هذه الأعمال، والذي أطلق عليه lumagrams.
رغم تجربته الغنية بالإبتكار والتجريب، لم يعرف تامبليني الإشادة في عالم الفن السائد إلا خلال العقد الأخير من حياته. ففي عام 2012، نظم متحف «تيت مودرن» في لندن معرضاً استعادياً خاصاً به بعنوان Retracing Black.