قبل انتشار وباء كورونا، كان يفترض أن يعرض «مخيمات اللاجئين في لبنان، عبء العوز والحرمان» ضمن فعاليات السنة الحاليّة التي خصّصتها غاليري «أليس مغبغب» (الأشرفية ــ بيروت) للمصوّرة اللبنانية هدى قساطلي. أخيراً، افتتحت الغاليري المعرض على موقعها حيث يستمرّ حتى 23 أيار (مايو) المقبل. جالت هدى قساطلي على مخيّمات اللجوء في لبنان بين عامي 2012 و2019. مخيّمات أوى إليها اللاجئون الفلسطينيون والسوريون في بيروت ونهر البارد والبقاع. تدخل إلى هذه المساحات الممزّقة، لتصوّرها وفق أربعة أقسام يحويها المعرض، وتجعل منه أقرب إلى دراسة بصريّة عمّا هي عليه الحياة في الداخل. في القسم الأوّل «الهندسة والمساحات الطبيعيّة» تظهّر الفضاء العمراني المركّب للمخيّمات. صور لشرائط كهرباء تحجب السماء في الزواريب الضيّقة، الخيم المصنوعة من الإعلانات، بعض المساحات الخضراء ابتكرها اللاجئون عبر الزراعات الخفيفة بجوار بيوتهم. بعكس الصور الساكنة في القسم الأوّل، تقترب الصور من الحيوات وأفعال السكان في قسم «الحياة اليومية». تصوّر قساطلي كيف يمضي اللاجئون أيامهم. تتبع الأطفال في مدارسهم، والخيم من الداخل بجلوسهم أمام التلفاز، واللعب لساعات في الخارج والصيد. في قسم «كرامة/ هويّة» تلتقط الرموز الهوياتية في المخيّمات. كأنها جزء من معنى البيت، أو وسيلة اللاجئين للتكيّف في إقاماتهم الجديدة مثل غرافيتي ورسومات وطنيّة لمحمود درويش والأعلام الفلسطينية وشعار العودة الذي يملأ الجدران. تربط قساطلي المستقبل بالأطفال حصراً في قسم «الغد» حيث نرى صوراً لأطفال في كلّ مكان. وهم يلعبون ويسبحون ويركضون. ما يجمع الصور هنا، هي التناقض الذي تحويه بين وجوههم وضحكاتهم مع المكان الذي يعيشون فيه. تدع لنا قساطلي في معرضها الالكتروني 100 صورة توثّق للجوء في لبنان، هي حصيلة زيارات امتدّت لسبع سنوات في مناطق لبنانيّة عدّة. علماً أن المعرض الحالي يأتي بعدما احتضنت الغاليري بداية السنة الحاليّة معرضاً لقساطلي بعنوان «الدالية، الشاطئ المهدّد»، على أن يعلن عن معارض لاحقة للمصوّرة اللبنانية أيضاً هي «طرابلس الشرق العاصمة الجامعة»، «أشجار مقدّسة أشجار منتَهَكة»، و «بيروت أيقونات الغياب».