إلى الحجر المنزلي حيث يقبع الجميع حالياً، وصلت أمس هديّة غير متوقّعة لكل السينفيليين حول العالم. إذ أطلّ جان لوك غودار في لقاء مباشر على صفحة جامعة «معهد الفنون في لوزان» على انستغرام. إطلالة المخرج الفرنسي التي استمرت لحوالي ساعة ونصف الساعة، صنعت حدثاً سينمائياً، خصوصاً بسبب لقاءاته وظهور الإعلامي المقلة. الحوار قاده مدير قسم السينما في المعهد ليونيل باييه تحت ثيمة «الصور في زمن الكورونا». لكن طوال مدّة اللقاء في منزله في سويسرا حيث يلتزم الحجر المنزلي حالياً، تنقّل غودار وهو يحمل السيكار بيده بين مواضيع عدّة منها اللغة، والصورة، والموجة الفرنسية الجديدة، والسينما، وأسلوبه في الكتابة ومراحل صناعة الفيلم، كما عرّج على الإعلام والطبّ من خلال الحديث عن فيروس كورونا الذي وصفه بأنه «يشبه التواصل، الذي لن يقتلنا لكنه لن يدعنا نعيش بصحة جيّدة ونحن مصابون به». كذلك وجّه تحيّة إلى اثنين من زملائه الراحلين المخرجين الفرنسيين جاك ريفيت وإريك رومير. المخرج الثمانيني الذي تحدّث عن بحثه الدائم وتجريبه في أساليب سينمائية جديدة، كشف في المقابلة عن مشروعين جديدين هما فيلمه المقبل الذي سيستند إلى أوبرا موسيقية، بالإضافة إلى اعتزامه عرض فيلمه الأخير «كتاب الصورة» بطريقة تفاعليّة مبتكرة ستجعل الناس يعيدون بناء الفيلم على طريقتهم. علماً أنه لدى إطلاق الشريط في «مهرجان كان السينمائي» سنة 2018، لم يحضر غودار إلى المهرجان، بل دعا الصحافيين إلى مؤتمر صحافي على تطبيق «فيستايم» وتلقى أسئلتهم لأكثر من 40 دقيقة. أما النصيحة التي وجّهها إلى الناس في هذه الأوقات فكانت حاسمة: «التلفزيون يخلق النسيان، والسينما تصنع الذكريات».