بعدما أبعدته ظروف الحجر المنزلي عن الأطفال الذين كان يلتقيهم دوريَّاً في «الملتقى الفلسطيني للشطرنج» في مخيَّم شاتيلا، لم يكن أمام رئيس تحرير مجلة «الآداب» الكاتب والناشر والأكاديمي سماح ادريس سوى اللجوء إلى حلول إلكترونيَّة بديلة مثل قراءة القصص للأطفال مباشرة عبر فايسبوك، وهو حل مثاليّ من شأنه إغناء التجربة عبر نقلها إلى فضاء أكثر اتساعاً لتصل إلى شريحة أكبر من الأطفال داخل لبنان وخارجه. المبادرة التي أعلن عنها ادريس عبر صفحته على الموقع الأزرق، ما لبثت أن اصطدمت بعقبة تمثلت في منعه من قبل إدارة الموقع من تسجيل فيديو مباشر لإقدامه على «مخالفة معاييرها» في منشورات سابقة ذكر فيها بعض حركات المقاومة وأسماء قادتها. عقبة تجاوزها عضو حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان بتسجيل قصَّته الأولى «قصّة الكوسى» ونشرها عبر يوتيوب ثمَّ تحميل الرابط عبر صفحته على فايسبوك. وهو ما أدَّى إلى تأخره بضع ساعات عن الموعد الذي سبق أن حدَّده لإطلالته.
وقد لاقت التجربة نجاحاً واضحاً وتفاعلاً كبيراً في ظلّ التزام العائلات بالحجر المنزلي وبحثها عن وسائل مبتكرة لتسلية أطفالها. وكان لأسلوب ادريس المميز في مخاطبة الأطفال الأثر الأكبر في تفاعل هؤلاء مع المبادرة كما ظهر في مقاطع فيديو لهم قام الأهل بتصويرها. وفي السؤال عن مواعيد بث القصص اللاحقة التي جرى نشرها تباعاً وهي «البنت الشقراء»، «الموزة»، و«أمّ جديدة!»، وجميعها من تأليف ادريس نفسه، انتقد الأخير في سلسلة منشورات لاحقة «المعايير الخنفشاريَّة القامعة الأسوأ من المكارثيَّة والتي تستحق الازدراء» واعداً بـ «تحدّي سياسات القمع الداعمة للعدوّ الإسرائيلي ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً». وشدد على ضرورة البحث عن منصة بديلة عن فايسبوك الذي يساير المطالب الصهيونيَّة بشكل فجّ، على أن تكون ذات انتشار واسع مثله، معتبراً في الوقت نفسه أنَّ تركه (الفايسبوك) نهائياً قبل تحقق ذلك نوع من «الطهرانيَّة المجانيَّة».