عزرا باونداختيار وترجمة تحسين الخطيب (*)

طيفُ/ تلكَ الوجوهِ/ في الزّحامِ: بتَلاتٌ/ على غصنٍ أسودَ، رَطْبٍ.
■ ■ ■

وليستِ الأيّامُ/ تكفي/ لا/ ولا حتّى اللّيالي/ تَمْلُصُ الحياةُ/ كفأرِ حَقْلٍ/ فلا عشبَ يهتز.
■ ■ ■

أميركا مصحّةُ مجانين.
■ ■ ■

لطالما آمنتُ بأنّني قد عرفتُ شيئاً. بَيْدَ أنّني أدركتُ، ذاتَ يومٍ غريبٍ، بأنّني لم أعرف أيَّ شيءٍ، أَجَلْ، لم أعرف أيَّ شيءٍ البتّةَ. صارتِ الكلماتُ عقيمةً. لقد تأخّرتُ كثيراً في الوصولِ إلى الشكِّ المُطلَق.
■ ■ ■

حينَ تكُفُّ الكلماتُ عنِ التشبُّثِ بالأشياءِ، تسقطُ الممالكُ، وتنحطُّ الإمبراطوريّاتُ وتَفنى.
■ ■ ■

لَمْ أَدخُلِ الصّمتَ. قبضَ عليَّ الصّمتُ.
■ ■ ■

آنَسْتُ ريحاً خفيفةً/ تهبُّ/ متماوجةً/ بينَ أصابعي.
■ ■ ■

العبقريّةُ... أن تكونَ قادراً على رؤيةِ عشرةِ أشياءٍ في الوقتِ الذي لا يَرى فيهِ العاديُّونَ إلّا شيئاً واحداً، فحسبُ.
■ ■ ■

تكنيكُ العارِ أن تُروِّجَ لكذبتينِ، في الوقتِ ذاتهِ، ثمّ تجعلُ النّاسَ يتجادلونَ، بحماسةٍ، أيّهما الحَقُّ.
■ ■ ■

الشِّعْرُ هُوَ ٱللّغةُ وقَد تعرَّتْ حتّى تَجَلَّتْ أركانُها.
■ ■ ■

لا بُدَّ أن يقتصرَ التّعليمُ الحقيقيُّ على الذينَ يُلِّحون في طلبِ المعرفةِ؛ أمّا بقيّةُ (التّعليمِ) فَرَعْيُ أغنامٍ.
■ ■ ■

تُعرَّفُ الديمقراطيّةُ في أوروبّا الآنَ بوصفها «البَلد الذي يديرهُ اليهودُ».
■ ■ ■

كانتِ الحروبُ تُخَاضُ، في الأزمنةِ الغابرةِ، لِأَسرِ العبيدِ. الوسيلةُ الحديثةُ لفرضِ العبوديّةِ هي الدّيُون.
■ ■ ■

إمّا أن تتحرّكَ أوْ تُحرَّك.
■ ■ ■

لِمَ تحاربُ مُنضوياً تحت رايةٍ ما، وأنتَ قادرٌ على شراءِ واحدةٍ بِنِكْلَةٍ.
■ ■ ■

المعبدُ مُقدَّسٌ، لأنّه ليسَ للبيع.
■ ■ ■

واجبُ الفنّانِ أن يجعلَ الإنسانيّةَ واعيةً بذاتِها.
■ ■ ■

لم أعرف أحداً قَطُّ يستحقُّ اللَّعْنَ إلا وكَانَ نَزِقاً سريعَ الغضب.
■ ■ ■

المعضلة الحقيقيّةُ للحربِ (الحربِ المعاصرة) أنّها لا تمنحُ أحداً الفرصةَ لِقَتْلِ النّاسِ المُناسبين.
■ ■ ■

وُجدَتِ الحربُ لِتُرهقَنا بالدّيون.
■ ■ ■

لا بُدَّ للفنّانِ المعاصرِ أن يحيا بالصَّنْعةِ (الفنيّةِ) والعُنْف. فآلهته آلهةٌ عنيفةٌ.
■ ■ ■

لعلَّ عصرَ الأدب العظيمِ هُوَ دائمًا عصرُ الترجماتِ العظيمة.
■ ■ ■

مفهومُ أنّ العبقريّةَ مرادفةٌ للجنونِ صنيعُ عُقدةِ النّقصِ لدى الجماهيرِ.
■ ■ ■

الشِّعرُ نوعٌ مِنَ الرّياضيّاتِ المُلهَمة التي تمنحنا معادلاتٍ ليستْ للأشياء المُجرَّدةِ، والمثلّثاتِ، والمربّعاتِ، وما شابَهها، وإنّما للعواطفِ الإنسانيّةِ. فَلَوِ اِمتلكَ المرءُ عقلاً يَخْلَدُ إلى السّحرِ بدلاً من العلمِ، فإنّه سوفَ يُهَمِهِمُ بِهذهِ المعادلاتِ كأنّها رقىً أو تمائمُ؛ كأنّ الأمرَ سريٌّ، غامضٌ، وملتبس.
■ ■ ■

حين يخشى المرءُ المجازفةَ، جهراً، بآرائهِ؛ فَإمّا عقيمةٌ هذه الآراءُ، أو — لعَمْري—عقيمٌ هُوَ.
■ ■ ■

الأدبُ هُوَ الأخبارُ إذْ تظلُّ أخباراً.
■ ■ ■

سينتهي فنّ الأدب قبل سنةِ ألفينِ بعدَ الميلادِ. سأنجو بوصفيَ شيئًا نادراً.
■ ■ ■

وأمّا بالنسبة إلى هذه المسألة، فعادةً ما يجلسُ القارئُ الضّعيفُ القلبِ في الطريقِ، يخلعَ نعليهِ ويبكي لأنّه «لُغويٌّ سيّئٌ» أو لأنّه غير قادرٍ على تعلّمِ كلّ تلكَ اللّغاتِ. على المرءِ أن يُفرّقَ بين القرّاءِ الذين يرغبونَ في أن يصبحوا خبراءَ وبينَ أولئك الذينَ لا يودّونَ ذلك؛ وأن يُفرّقَ، كما هي الحال دوماً، بينَ أولئك الذين يريدونَ رؤيةَ العالَمِ وبين أولئك الذين لا يرغبونَ إلّا في معرفةِ أيّ بُقعةٍ من العالَم يعيشونَ فيها.
■ ■ ■

للعبقريِّ الحَقُّ في أيِّ طريقةٍ في التّعبير.
■ ■ ■

أظنُّ بأنّ تعريفَ المجنونِ هو الإنسانُ الذي يحيطُ بهِ المجانينُ.
■ ■ ■

لا أحدَ يفهمُ كتاباً عميقاً حتّى يكونَ على الأقلِّ قد أبصرَ بعضَ ما فيهِ وعاشَهُ.
■ ■ ■

الصّورةُ أكثرُ مِن (مُجرّدِ) فكرةٍ. إنّها دوّامةٌ أو عنقودُ أفكارٍ منصهرةٍ، تحبلُ بالطّاقةِ.
■ ■ ■

الكتّابُ الجيّدونَ هم أولئك الذين يُبقونَ اللغةَ فعّالةً. بعبارة أخرى: يُبقونَها دقيقةً، يُبقونَها واضحة.
■ ■ ■

تضعفُ الموسيقى حينَ تبتعدُ كثيراً عن الرّقصِ.. ويَضمُرُ الشِّعرُ حينَ يبتعدُ كثيراً عن الموسيقى.
■ ■ ■

على الشِّعرِ أن يُحكَمَ في الكتابةِ كما يُحكَمُ النّثر

(*) شاعر ومترجم فلسطيني/ عمان.