الى جانب مشهد الإشتباكات بين المحتجين وقوى مكافحة الشغب الذي طبع شارع «الحمرا»، تظهّر أمس، مشهد آخر تمثل في الإعتداء على الشاعر سليم علاء الدين والفنان ألكسندر بوليكيفيتش من قبل القوى الأمنية أثناء تواجد كل منهما أمام «مصرف لبنان» في تجمع احتجاجي ضد المصرف المركزي. هكذا، سرعان ما انتشر الخبر، على مواقع التواصل الإجتماعي، بعد تسرّب اسميهما الى العلن، مع فارق أنّ الشاعر الشاب نقل الى مستشفى «الجامعة الأميركية» في بيروت، ليتلقى العلاج، فيما احتجز بوليكيفيتش بعد ضربه في مخفر «الرملة البيضاء»، وعاد وخرج حراً بعد ضغط قام به رفاقه على السوشال ميديا، واحتشادهم أمام المخفر الى حين إطلاق سراحه. في هذه الأثناء، خرج علاء الدين من المستشفى معافاً، وسارع الى تدوين منشور على فايسبوك، شاكراً فيه كل من وقف الى جانبه في هذه الحادثة، وواصفاً قوى مكافحة الشغب بـ «مكافحة الشعب». وأهدى حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، أغنيته «حبلت الليرة يا رياض» واعداً بإصدار أغنية جديدة بعنوان «نشيد الشبيحة». لم ينته الأمر هنا، بل إنّ حملات المداهمة التي قامت بها قوى مكافحة الشغب في شارع «الحمرا»، وصلت إلى مقهى «ة مربوطة» الثقافي حيث اعتقلت عدداً من الأشخاص هناك، وساقتهم الى «ثكنة الحلو» من دون وجه حق. الهستريا التي طبعت ممارسات القوى الأمنية تدرجت من الإستخدام المفرط للغاز المسيّل للدموع، وصولاً الى حملة الإعتقالات العشوائية التي قامت بها بعد ساعات من الإشتباكات التي حصلت في «الحمرا» بينها وبين المتظاهرين، واقتحامها أماكن تندرج ضمن الفضاءات الثقافية والتفاعلية في المدينة، واعتقالها فنانين وشعراء منتفضين... كل هذه المشهدية المتفلتة كانت حاضرة أمس، في مسار يرفع من خطورة الدور الأمني الذي يستبيح الأماكن ويعتدي على الأشخاص ولا يخضع الى المحاسبة.