بعد معاناة شديدة مع المرض، رحل اليوم الشاعر والمترجم البارز محمد عيد ابراهيم (1955-2020)،عن عمر ناهز 65 عاماً، بعدما دخل «المستشفى اليوناني» في «العباسية»، إثر تدهور حالته الصحية وإصابته بالتهاب رئوي حاد أثرّ على قلبه وباقي الأعضاء الحيوية في جسده. وقبل رحيله، كان الشاعر محمود القرني قد لفت عبر حسابه على فايسبوك، الى حالة صديقه الصحية المتدهورة، ولام المسؤولين في «اتحاد الكتّاب» و«وزارة الثقافة» عن غيابهما وعدم السؤال عن حالة محمد عيد ابراهيم في المستشفى، بينما كان يرقد لأكثر من 15 يوماً في قسم العناية الفائقة. شكل الشاعر والمترجم المصري الراحل، واحداً من أبرز الوجوه الشعرية لجيل السبعينيات في مصر، عدا أنه يعدّ من أشهر المترجمين الكبار الذين أسهموا في إثراء المكتبة العربية، من خلال الترجمات في مجالات الشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والمسرحية والنقد الأدبي أيضاً. في عام 1978، أسس ابراهيم مع رفاقه الشعراء، سلسلة «اصوات» الشعرية، ومجلة «الكتابة السوداء» (1980). كما أطلق سلسلة «آفاق الترجمة» وعمل مديراً لتحريرها بين عاميّ 1996 و1998، أصدر خلال هذه الفترة 54 عملاً فكرياً وإبداعياً عبر ترجماته لنخبة من الكتّاب والروائيين المصريين والعرب على حدّ سواء. وفي الفترة عينها، أنشأ سلسلة «نقوش» التي تعنى بالفن التشكيلي، بمشاركة الفنان عمر جهان، وكانت تعنى برسوم الأبيض والأسود، ومحصورة بالفنانين العرب. كذلك، عمل الراحل كمدير تنفيذي في «المشروع القومي للترجمة»، في «المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة» بين عاميّ 1998 و1999، كما أشرف على سلسلة لترجمة الأعمال الفكرية والإبداعية الى الإنكليزية، وبقي يشغل منصب مستشار لمجلة «تيوليب» الشعرية الأميركية، ولمدّونة «باتاي» الإلكترونية. محمد عيد ابراهيم، شاعر وصاحب تجربة خاصة، في ريادة قصيدة النثر في المحروسة، لكن لم يأخذ حقه كفاية من الأضواء. علماً أنه أدخل الى المكتبة العربية عشرات الدواوين الشعرية، عدا ترجمات القصص والروايات التي وصلت الى ثمانين كتاباً من عيون الأدب الإنكليزي.